أحداث عدل
1791 - الجمعية الوطنية الفرنسية تعقد أولى جلساتها، وهي أول برلمان لفرنسا بعد الثورة.
1891 - افتتاح جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا.
1898 - إمبراطور روسيا نيقولا الثاني يطرد اليهود من كبرى المدن الروسية.
1917 - تولي الإمام الأكبر محمد أبو الفضل الجيزاوي مشيخة الجامع الأزهر.
1927 - توقيع معاهدة عدم اعتداء بين الاتحاد السوفيتي وفارس.
1932 - أحمد بلافريج يؤسس مدرسة محمد جسوس.
1936 - الجنرال فرانسيسكو فرانكو يتولى رئاسة الحكومة الوطنية الإسبانية.
1940 - القوات الألمانية تغرق السفينة «أمبريس أوف بريتن» التي كانت تنقل أطفالًا بريطانيين إلى كندا أثناء الحرب العالمية الثانية.
1946 - محكمة نورنبيرغ تصدر أحكام بالإعدام على 12 من زعماء النازيين، وبالسجن المؤبد على ثلاثة آخرين.
1948- لجنة التحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدة تتهم الممثل تشارلي تشابلن بالتجسس لحساب الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.
1949 - تأسيس جمهورية الصين الشعبية من قبل ماو تسي تونغ، وتعين شو إن لاي على رأس الحكومة.
1958 -
انضمام تونس والمغرب إلى جامعة الدول العربية.
حل اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية وتحويل أصولها والعاملين فيها إلى ناسا.
1960 - حصلت نيجيريا على استقلالها عن الاحتلال البريطاني.
1963 - تم تاسيس جمهورية نيجيريا.
1965 - نفذ الكولونيل أنتونج والكولونيل لطيف وستة جنرالات من كبار قادة الجيش الإندونيسي محاولة انقلاب فاشلة ضد حكم الرئيس الإندونيسي في ذلك الوقت أحمد سوكارنو.
1969 - طائرة الكونكورد تحقق سرعة طيران تفوق سرعة الصوت وذلك للمرة الأولى في تاريخ الطيران المدني.
1970 - تشييع جنازة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
1971 -
افتتاح منتجع والت ديزني العالمي بالقرب من أورلاندو، فلوريدا، الولايات المتحدة.
أول أشعة مقطعية للمخ باستخدام الأشعة المقطعية، تمت في مستشفى أتكنسون في ويمبلدون، لندن.
1977 - صدور إعلان أمريكي / سوفيتي يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويطالب من إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967.
1982 -
انتخاب هلموت كول مستشارًا لألمانيا الاتحادية.
سوني تصدر أول مشغل أقراص مضغوطة (CD) للمستهلك طراز (CDP-101).
1985 - سلاح الطيران الإسرائيلي يقصف مدينة حمام الشط التونسية بهدف ضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وأدى ذلك إلى سقوط 68 قتيلًا.
1988 - انتخاب ميخائيل غورباتشوف رئيسًا للاتحاد السوفيتي.
1991 -
مدينة لينينغراد تستعيد اسمها السابق سانت بطرسبرغ.
انقلاب في هايتي يطيح بالرئيس المنتخب قبل تسعة أشهر جان برتران أريستيد.
الأمم المتحدة تعقد مؤتمراً لقضايا المسنين وتعلن ان عام 2001م عاماً لهم.
2010 - الرئيس الإكوادوري رفاييل كوريا يعلن عن فشل الانقلاب الذي تعرض له بعد قيام وحدات موالية له من الجيش بإقتحام المستشفى الذي كان يحتجز فيه وتخليصه من قبضة المتمردين.
2010 - الشبكة الإخبارية الإمريكية "سي إن إن" تنهي خدمات مقدم البرامج الشهير ريك سانشيز بعد انتقاده اليهود.
2013 - الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة وبعد عدم الموافقة على الموازنة في مجلس النواب، تقرر وقف كل خدماتها غير الضرورية، وتُعتَبر هذه الحادثة الأولى منذ 17 سنة.
2015 -
إعصار خواكين يُعيثُ خرابًا في جُزر الباهاماس وسواحل جنوب شرق الولايات المُتحدة مُتسببًا في عدَّة فيضانات ومقتل حوالي 40 شخصًا
انهيالٌ في قرية إيلكامبري دوس شرق مدينة غواتيمالا يودي بِحياة 107 أشخاص على الأقل.
2017 -
مقتل 58 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 515 في حادثة إطلاق نار في لاس فيغاس في الولايات المتحدة.
حكومة إقليم كتالونيا تجري استفتاء استقلال وانفصال الإقليم وسط رفض الحكومة المركزية الإسبانية ووقوع اشتباكات بين الشرطة ومُتظاهرين مؤيدين للاستقلال تسفر عن إصابة 844 شخصًا بجروح متفاوتة.
2018 -
القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية تستهدف مقرات مزعومة لقوات داعش بستة صواريخ بالیستیة أرض - أرض وسبع طائرات قتالية من دون طيار قرب مدينة البوكمال شرقي الفرات بسوريا انتقامًا لهجوم الأهواز الذي اتهم النظام الإيراني أعضاء النظيم بتنفيذه.
عالما المناعة الأمريكي جيمس أليسون والياباني تاسوكو هونجو يفوزان بجائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء لبحثهما في علاج السرطان.
2019 - خروج مظاهرات في بغداد و عدة مدن عراقية تندد بالفساد والبطالة نتجت عنها اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين أدت إلى ما لا يقل عن 100 قتيل وأكثر من 4000 مصاب.
مواليد عدل
Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: القائمة الكاملة لمواليد هذا اليوم
208 - ألكسندر سيفيروس، إمبراطور روماني.
1207 - الملك هنري الثالث، ملك إنجلترا.
1507 - ياكوبو باروتسي دا فينيولا، معماري إيطالي.
1685 - شارل السادس، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
1754 - الإمبراطور بافل الأول، إمبراطور الإمبراطورية الروسية.
1781 - جيمس لورانس، شخصية عسكرية أمريكية.
1800 - لارس ليفي لايستاديوس، قس لوثري وعالم في علم النبات سويدي.
1912 - محمد الكحلاوي، مغني مصري.
1915 - جيروم برونر، عالم أمريكي في علم النفس.
1920 - والتر ماثو، ممثل أمريكي.
1924 - جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002.
1925 - أمين الهنيدي، ممثل مصري.
1930 - ريتشارد هاريس، ممثل أيرلندي.
1935 - جولي آندروز، ممثلة بريطانية.
1940 - رؤوف مصطفى، ممثل مصري.
1942 - هند أبي اللمع، ممثلة لبنانية.
1958 - أندريه غييم، عالم فيزياء هولندي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2010.
1964 - كرستوفر تيتوس، ممثل أمريكي.
1966 - جورج ويا، سياسي ولاعب كرة قدم ليبيري.
1967 - حسام الدين التائب، إعلامي ليبي.
1968 - سليم وردة، سياسي واقتصادي لبناني.
1970 - سعد الصغير، مغني وممثل مصري.
1972 -
ليلى حاتمي، ممثلة إيرانية.
بهاء سلطان، مغني مصري.
1976 - ديانا حداد، مغنية لبنانية.
1981 -
وعد البحري، مغنية سورية.
جوليو بابتيستا، لاعب كرة قدم برازيلي.
1982 - أحمد العيدان، لاعب كرة قدم كويتي.
1983 - ميركو فوتشينيتش، لاعب كرة قدم من الجبل الأسود.
1985 - ماجد محمد، لاعب كرة قدم قطري.
1986 - ريكاردو فاز تي، لاعب كرة قدم برتغالي.
1990 -
إلهام عبد البديع، ممثلة مصرية.
هازل كايا، ممثلة تركية.
1994 - محمود تريزيجيه، لاعب كرة قدم مصري.
1996 - ميلاني ستوك، لاعبة كرة مضرب نرويجية
أحمد خلف سلمان شاب مصري ١٩٩٢
وفيات عدل
686 - الإمبراطور الياباني تيمو.
717 - سليمان بن عبد الملك، خليفة أموي.
1040 - آلان الثالث، دوق بريتاني.
1404 - بونيفاس التاسع، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
1499 - مارسيليو فيسينو، فيلسوف إيطالي.
1901 - عبد الرحمن خان، أمير أفغانستان.
1957 - عبد الخالق ريندا، سياسي وموظف حكومي تركي.
1959 - إنريكو دي نيكولا، صحفي ومحامي وسياسي إيطالي، وأول رئيس جمهورية إيطالي.
1992 - بترا كيلي، ناشطة سياسية ألمانية.
2012 - إريك هوبسباوم، مؤرخ بريطاني.
2013 -
أرنولد أولا بيرنز، محام أمريكي.
توم كلانسي، مؤلف أميركي.
2017 - رؤوف مصطفى، ممثل مصري.
2018 -
سعيد بن علي بن وهف القحطاني، عالم مسلم وكاتب سعودي ومؤلف كتاب حصن المسلم.
شارل أزنافور، مغني وكاتب أغاني وممثل فرنسي أرمني.
أعياد ومناسبات عدل
اليوم العالمي للمسنين.
العيد الوطني في جمهورية الصين الشعبية.
عيد الاستقلال في قبرص.
عيد الاستقلال في نيجيريا.
عيد الاستقلال في توفالو.
عيد الطفولة في سنغافورة.
يوم المعلم في أرمينيا وأوزبكستان.
تعليق المنتدى على للأحداث
السيرة الذاتية للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر
ولد جمال عبد الناصر بن حسين بن خليل بن سلطان المري[5] في 15 يناير 1918م في منزل والده -رقم 12 شارع قنوات- بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر.[6] وهو من أسرة صعيدية عربية قحطانية[7]، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية،[8] وعمل وكيلاً لمكتب بريد باكوس هناك،[9] وقد تزوج من السيدة "فهيمة" التي ولدت في ملوي بالمنيا،[10] وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه.[8] وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي.[8] ويقول كُتّأب سيرة عبد الناصر روبرت ستيفنس وسعيد أبو الريش أن عائلة عبد الناصر كانت مؤمنة بفكرة "المجد العربي"، ويتضح ذلك في اسم شقيق عبد الناصر، وهو عز العرب، وهذا اسم نادر في مصر.[11]
سافرت الأسرة في كثير من الأحيان بسبب عمل والد جمال عبد الناصر. ففي سنة 1921، انتقلوا إلى أسيوط، ثم انتقلوا سنة 1923 إلى الخطاطبة. التحق عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين سنتي 1923 و1924، وفي سنة 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية[12] بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
جمال عبد الناصر في عام 1931
كان عبد الناصر يتبادل الرسائل مع والدته، ولكن الرسائل توقفت في أبريل 1926، وعندما عاد إلى الخطاطبة علم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقي، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك.[13][14] وقد قال عبد الناصر في وقت لاحق:
جمال عبد الناصر لقد كان فقداني لأمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعي إياها صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن،[15] وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين جمال عبد الناصر
وتعمق حزن عبد الناصر عندما تزوج والده قبل نهاية هذا العام.[13][16][17]
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية.[14][15]
التحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا، ثم نقل في العام التالي (1930) إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك.[14][15] وقد بدأ نشاطه السياسي حينها،[14][18] فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية،[15] وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها،[19] وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة، وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر، وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقي بإلغاء دستور 1923،[15] وألقي القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة،[20] قبل أن يخرجه والده.[14]
اسم عبد الناصر في جريدة الجهاد
عندما نقل والده إلى القاهرة في عام 1933، انضم ناصر إليه هناك، والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة،[15][21] ومثل في عدة مسرحيات مدرسية، وكتب مقالات بمجلة المدرسة، منها مقالة عن الفيلسوف الفرنسي فولتير بعنوان "فولتير، رجل الحرية".[15][21] وفي 13 (توضيح) نوفمبر 1935، قاد ناصر مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني احتجاجا على البيان الذي أدلى به صمويل هور وزير الخارجية البريطاني قبل أربعة أيام، والذي أعلن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر.[15] وقتل اثنان من المتظاهرين وأصيب عبد الناصر بجرح في جبينه سببته رصاصة من ضابط إنجليزي.[20] وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها، ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى.[15][22] وفي 12 (توضيح) ديسمبر، أصدر الملك الجديد، فاروق، قراراً بإعادة الدستور.[15]
نما نشاط عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوماً أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية.[23][24] اعترض عبد الناصر بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية لسنة 1936، التي تنص على استمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد، وقد أيدت القوات السياسية في مصر هذه المعاهدة بالإجماع تقريبا.[15] ونتيجة لذلك، انخفضت الاضطرابات السياسية في مصر بشكل كبير، واستأنف عبد الناصر دراسته في مدرسة النهضة،[23] حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من ذلك العام.[15]
التأثيرات المبكرة عدل
يُؤكِّد أبو الريش أنَّ ناصر لم يُبد أي انزعاج جرَّاء نقلاته المُتكررة، وإنَّ هذ الأمر وسَّع آفاقه وجعله يتعرَّف على مُختلف طبقات المُجتمع المصري.[25] انتمى ناصر إلى الطبقة الشعبيَّة التي عاشت أوضاعًا أصعب بكثير من أوضاع الطبقة الثرية النُخبويَّة، لِذا لم يكن راضيًا عن الأثرياء وأصحاب النُفُوذ، وكبُر امتعاضه من هذه الفئة مع مُرور السنوات.[26] أمضى ناصر معظم وقت فراغه في القراءة، وخاصة في سنة 1933 عندما كان يعيش بالقرب من دار الكتب والوثائق القومية. قرأ القرآن، وأقوال الرسول محمد وحياة الصحابة،[25] والسير الذاتية للزعماء القوميين نابليون، أتاتورك، أوتو فون بسمارك، وغاريبالدي والسيرة الذاتية لونستون تشرشل.[15][20][27][28]
كان ناصر متأثراً إلى حد كبير بالقومية المصرية، التي اعتنقها السياسي مصطفى كامل والشاعر أحمد شوقي،[25] ومدربه في الكلية الحربية، عزيز المصري، الذي أعرب عبد الناصر عن امتنانه له في مقابلة صحفية سنة 1961.[29] وقد تأثر ناصر بشدة برواية "عودة الروح" للكاتب المصري توفيق الحكيم، التي قال فيها توفيق الحكيم أن الشعب المصري كان فقط بحاجة إلى "الإنسان الذي سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم، والذي سيكون بالنسبة لهم رمزا لهدفهم".[20][27] وكانت هذه الرواية هي مصدر إلهام لعبد الناصر لإطلاق ثورة 1952.[27]
الحياة العسكرية عدل
A man wearing a tweed, pinstriped jacket and a tie. His hair is raised and black and he has a thin mustache.
صورة لناصر في كلية الحقوق عام 1937.
في سنة 1937، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية،[30] فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)،[30] لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية.[31] واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا،[30] وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937،[30][32] ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا. في الكلية، التقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. تخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937،[15] رقي عبد الناصر إلى رتبة ملازم ثان في سلاح المشاة.[26]
Two seated men in military uniform and wearing fez hats
ناصر (وسط)، مع أحمد مظهر
في سنة 1941، طلب عبد الناصر النقل إلى السودان، وهناك قابل عبد الحكيم عامر، وكانت السودان حينها جزءاً من مصر.[26] عاد جمال عبد الناصر من السودان في سبتمبر 1942، ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943.[26]
في سنة 1942، سار مايلز لامبسون السفير البريطاني إلى قصر الملك فاروق وحاصره بالدبابات، وأمره بإقالة رئيس الوزراء حسين سري باشا، بسبب تعاطفه مع قوات المحور. ورأى ناصر الحادث بأنه انتهاك صارخ للسيادة المصرية، وقال عن ذلك:
جمال عبد الناصر أنا أخجل من أن جيشنا لم يصدر أي رد فعل ضد هذا الهجوم[33] جمال عبد الناصر
تم قبول ناصر في كلية الأركان العامة في وقت لاحق من ذلك العام.[33] بدأ ناصر بتشكيل مجموعة تكونت من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية.[34] ظل ناصر على اتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر، وواصل عبد الناصر البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة المصرية.[35]
حرب فلسطين عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حرب 1948
Eight men in dressed in military fatigues standing before an organized assembly of weapons, mostly rifles and mortar. The first man from the left is not wearing a hat, while the remaining seven are wearing hats.
ناصر (الأول من على اليسار) مع وحدته في الفالوجة، يعرضون أسلحة استولوا عليها من الجيش الإسرائيلي خلال حرب فلسطين.
كانت أول معركة لعبد الناصر في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948.[36] تطوع عبد الناصر في البداية للخدمة في اللجنة العربية العليا بقيادة محمد أمين الحسيني، وكان عبد الناصر قد التقي بالحسيني وأعجب به.[37] ولكن تم رفض دخول قوات اللجنة العربية العليا في الحرب من قبل الحكومة المصرية،[37] لأسباب غير واضحة.[38]
في مايو 1948، أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين،[39] وخدم ناصر في كتيبة المشاة السادسة.[40] وخلال الحرب، كتب عبد الناصر عن عدم استعداد الجيش المصري، قائلا:
جمال عبد الناصر تبدد جنودنا أمام التحصينات[39] جمال عبد الناصر
وكان ناصر نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة. أصيب عبد الناصر بجروح طفيفة في القتال يوم 12 يوليو. وبحلول شهر أغسطس، كان عبد الناصر مع فرقته محاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن الفرقة رفضت الاستسلام. أدت المفاوضات بين إسرائيل ومصر أخيراً إلى التنازل عن الفالوجة إلى إسرائيل.[39] وفقا لإريك مارغوليس الصحفي المخضرم، تحملت القوات المصرية القصف العنيف في الفالوجة، بالرغم من أنها كانت معزولة عن قيادتها. وأصبح المدافعون، بما فيهم الضابط جمال عبد الناصر أبطالا وطنيين حينها.[41]
استضافت المطربة المصرية أم كلثوم احتفال الجمهور بعودة الضباط رغم تحفظات الحكومة الملكية، التي كانت قد تعرضت لضغوط من قبل الحكومة البريطانية لمنع الاستقبال، وزاد ذلك من عزم عبد الناصر على الإطاحة بالملكية.[42] بدأ عبد الناصر كتابة "فلسفة الثورة" أثناء الحصار.[41][43]
بعد الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرساً في الأكاديمية الملكية العسكرية، وأرسل مبعوثين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لتشكيل تحالف معها في أكتوبر سنة 1948، ولكنه اقتنع بعد ذلك بأن جدول أعمال الإخوان لم يكن متوافقاً مع نزعته القومية، وبدأ الكفاح من أجل منع تأثير الإخوان على أنشطته.[39] أرسل ناصر كعضو في الوفد المصري إلى رودس في فبراير 1949 للتفاوض على هدنة رسمية مع إسرائيل، ويقول عبد الناصر أنه اعتبر شروط الهدنة مهينة، وبخاصة لأن الإسرائيليين تمكنوا من احتلال منطقة إيلات بسهولة بينما هم يتفاوضون مع العرب في مارس 1949.
الطريق إلى الرئاسة عدل
الخلاف مع نجيب عدل
Two smiling men in military uniform seated in an open-top automobile. The first man on the left is pointing his hand in a gesture. Behind the automobile are men in uniform walking away from the vehicle
ناصر (على اليمين) ومحمد نجيب (على اليسار) خلال الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لثورة 1952.
في يناير 1953 تمكن عبد الناصر من التغلب على المعارضة بقيادة نجيب وحظر جميع الأحزاب السياسية،[64] وأنشأ نظام الحزب الواحد تحت مظلة هيئة التحرير، والأخيرة حركة فضفاضة كانت مهمتها الرئيسية تنظيم مسيرات وإلقاء محاضرات مناؤة لمجلس قيادة الثورة،[65] وتولى عبد الناصر منصب أمينها العام.[66] وعلى الرغم من قرار حل البرلمان، كان عبد الناصر عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد الذي ما زال يفضل إجراء الانتخابات البرلمانية، وفقاً لعبد اللطيف البغدادي (أحد زملائه من الضباط). وظل عبد الناصر ينادي بإجراء الانتخابات البرلمانية في سنة 1956.[65] في مارس سنة 1953، قاد ناصر الوفد المصري للتفاوض على انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس.[67]
عندما بدأت علامات الاستقلال من مجلس قيادة الثورة تظهر من نجيب، حيث نأى بنفسه عن قانون الإصلاح الزراعي وتقرب إلى الأحزاب المعارضة لمجلس قيادة الثورة مثل: جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد،[68] فكر ناصر في تنحيته.[67] في يونيو، سيطر ناصر على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير سليمان حافظ، الموالي لمحمد نجيب،[68] وضغط على نجيب لاختتام إلغاء النظام الملكي.[67]
في 25 فبراير 1954، أعلن نجيب استقالته من مجلس قيادة الثورة بعد أن عقد مجلس قيادة الثورة لقاء رسمياً دون حضوره قبل يومين.[69] في 26 فبراير، قبل ناصر استقالة نجيب، وقام بوضع نجيب تحت الإقامة الجبرية في منزله.[69] وعين مجلس قيادة الثورة ناصر قائداً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء،[70] على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً. وكما أراد نجيب، ثم تمرد على الفور بين ضباط الجيش، وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة.[69] ولكن في 27 فبراير، أطلق أنصار عبد الناصر في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية، وقاموا بإنهاء التمرد.[71][72] وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نظم مئات الآلاف من أعضاء جماعة الأخوان المسلمين مظاهرات، ودعوا لعودة نجيب وسجن عبد الناصر.[73] وأيضا طالبت مجموعة كبيرة داخل مجلس قيادة الثورة، بقيادة خالد محيي الدين، بإطلاق سراح نجيب وعودته إلى رئاسة الجمهورية[67]، واضطر ناصر إلى الإذعان لمطالبهم، ولكنه أجل إعادة نجيب حتى 4 مارس، وقام بتعيين عبد الحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة، وكان هذا المنصب في يد محمد نجيب قبل عزله.[74]
ملف:Gamal Abdel Nasser on the Muslim Brotherhood (subtitled).webmتشغيل الوسائط
فيديو لجمال عبد الناصر وهو يتحدث عن طلب جماعة الإخوان المسلمين منه في 1953 فرض الحجاب في البلاد.
يوم 5 مارس، قامت قوات الأمن التابعة لعبد الناصر بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة نجيب. نجح مجلس قيادة الثورة في إثارة المستفيدين من الثورة، أي العمال والفلاحين، والبرجوازيين الصغار، حيث قاموا بتنظيم مظاهرات كبيرة، لمعارضة قرارات نجيب، التي ألغى فيها قانون الإصلاح الزراعي وعدة إصلاحات أخرى.[75] سعى نجيب لقمع المظاهرات، ولكن تم رفض طلباته من قبل رؤساء قوات الأمن.[76] يوم 29 مارس، أعلن ناصر إلغاء قرارات نجيب "ردا على طلب الشارع".[76] بين أبريل ويونيو، تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي نجيب في الجيش، وكان محيي الدين منفيا في سويسرا بصورة غير رسمية (لتمثيل مجلس قيادة الثورة في الخارج).[76] حاول الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إصلاح العلاقات بين عبد الناصر ونجيب، ولكن دون جدوى.[77]
رئاسة مجلس قيادة الثورة عدل
26-10-1954
تسجيل صوتي لمحاولة اغتيال ناصر بينما كان يخاطب حشدا في المنشية، الإسكندرية، عام 1954.
في 26 أكتوبر 1954، حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، عندما كان يلقي خطاباً في الإسكندرية للاحتفال بالانسحاب العسكري البريطاني. كان المسلح بعيدا عنه بـ 25 قدماً (7.6 متر)، وأطلق ثماني طلقات، ولكن جميع الطلقات لم تصب ناصر. اندلعت حالة من الذعر بين الجمهور، لكن ناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء،[78] وصاح بما يلي:
جمال عبد الناصر فليبق كل في مكانه أيها الرجال، فليبق كل في مكانه أيها الرجال، حياتي فداء لكم، دمي فداء لكم، سأعيش من أجلكم، وأموت من أجل حريتكم وشرفكم، إذا كان يجب أن يموت جمال عبد الناصر، يجب أن يكون كل واحد منكم جمال عبد الناصر، جمال عبد الناصر منكم ومستعد للتضحية بحياته من أجل البلاد جمال عبد الناصر
A man standing in an open-top vehicle and waving to a crowd of people surrounding the vehicle. There are several men seated in the vehicle and in another trailing vehicle, all dressed in military uniform
استقبال الحشود لناصر في الإسكندرية بعد يوم واحد من إعلانه الانسحاب البريطاني ومحاولة اغتياله، 27 أكتوبر 1954.
تعالت صيحات التشجيع لعبد الناصر في مصر والوطن العربي. وأتت محاولة الاغتيال بنتائج عكسية.[79] وبعد عودته إلى القاهرة، أمر عبد الناصر بواحدة من أكبر الحملات السياسية في التاريخ الحديث لمصر،[79] فتم اعتقال الآلاف من المعارضين، ومعظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين، وتمت إقالة 140 ضابطاً موالياً لنجيب.[79] وحكم على ثمانية من قادة الإخوان بالإعدام.[79] تمت إزالة محمد نجيب من رئاسة الجمهورية ووضع تحت الإقامة الجبرية، ولكن لم تتم محاكمته، ولم يقم أحد في الجيش بالدفاع عنه. وبعد تحييد منافسيه، أصبح عبد الناصر الزعيم في مصر بلا منازع.
كان لا يزال عدد مؤيدي عبد الناصر قليلاً، ولا يضمن له الحفاظ على خططه الإصلاحية، وسعيه للبقاء في السلطة.[80] فقام عبد الناصر بإلقاء عدة خطب في أماكن مختلفة في البلاد، للترويج لنفسه ولهيئة التحرير.[80] وقام بفرض ضوابط على الصحافة، وأعلن أن جميع المنشورات والصحف لابد أن تلقى موافقته عليها لمنع "الفتنة".[81] غنى كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وبعض المطربين العرب البارزين في هذا العصر عدة أغاني تشيد بقومية عبد الناصر. وأنتجت عدة مسرحيات تشوه سمعة خصومه السياسيين.[80] ووفقاً لبعض معاونيه، دبر عبد الناصر الحملة بنفسه.[80] وبدأت القومية العربية تظهر بشكل متكرر في خطاباته في سنتي 1954 - 1955. ثم في يناير 1955 عين رئيساً لمجلس قيادة الثورة.[82]
قام عبد الناصر بعمل اتصالات سرية بغرض السلام مع إسرائيل في سنتي1954 - 1955 ، لكنه صمم بعد ذلك على أن السلام مع إسرائيل مستحيل، واعتبر أنها "دولة توسعية تنظر للعرب بإزدراء".[83] يوم 28 فبراير 1955، هاجمت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، الذي كانت تسيطر عليه مصر في ذلك الوقت، وأعلنت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على الغارات الفدائية الفلسطينية. شعر عبد الناصر بأن الجيش المصري ليس على استعداد للمواجهة ولم يرد عسكرياً. كان فشله في الرد على العمل العسكري الإسرائيلي ضربة لشعبيته المتزايدة.[84][85] في وقت لاحق أمر ناصر بتشديد الحصار على الملاحة الإسرائيلية من خلال مضيق تيران. قام الإسرائيليون بإعادة عسكرة منطقة عوجة الحفير منزوعة السلاح على الحدود المصرية في 21 سبتمبر.[85]
وبالتزامن مع غارة فبراير الإسرائيلية، تم تشكيل حلف بغداد بين بعض الحلفاء الإقليميين للمملكة المتحدة. اعتبر عبد الناصر حلف بغداد تهديدا لجهوده للقضاء على النفوذ العسكري البريطاني في الشرق الأوسط، وآلية لتقويض جامعة الدول العربية و"إدامة التبعية العربية للصهيونية والإمبريالية الغربية".[84] ورأى ناصر أنه إذا كان يريد الحفاظ على الموقع الريادي الإقليمي لمصر فهو يحتاج إلى الحصول على الأسلحة الحديثة لتسليح جيشه. عندما أصبح واضحا له أن الدول الغربية لن تمد مصر بالأسلحة تحت شروط مالية وعسكرية مقبولة،[84][85][86] تحول عبد الناصر إلى الكتلة الشرقية وأبرم اتفاق شراء أسلحة من تشيكوسلوفاكيا بمبلغ 320 مليون دولار أمريكي في 27 سبتمبر.[84][85] بعد صفقة الأسلحة التشيكوسلوفاكية، أصبح ميزان القوى بين مصر وإسرائيل أكثر تعادلاً، وتعزز دور عبد الناصر كقائد للعرب يتحدى الغرب.[85]
إعلان الحياد عدل
Six men seated on a rug. The first two men from the left are dressed in white robes and white headdresses, the third and fourth men are dressed in military uniform, and the last two are wearing robes and headdresses
ناصر والإمام أحمد من شمال اليمن (وجههما للكاميرا)، والأمير فيصل من المملكة العربية السعودية في الجلباب الأبيض في الخلف، أمين الحسيني من حكومة عموم فلسطين في المقدمة في مؤتمر باندونغ، أبريل 1955
في مؤتمر باندونغ في إندونيسيا أواخر أبريل 1956، كان عبد الناصر يعامل كأبرز ممثلي الدول العربية، وكان واحداً من الشخصيات الأكثر شعبية في القمة.[87][88] وكان عبد الناصر قد زار باكستان في وقت سابق (9 (عدد) أبريل)[89] والهند (14 أبريل)،[90] وبورما وأفغانستان في الطريق إلى باندونغ.[91] وأقام معاهدة صداقة مع الهند في القاهرة يوم 6 (عدد) أبريل، مما عزز العلاقات المصرية الهندية في السياسة الدولية وجبهات التنمية الاقتصادية.[92]
ناصر يدلي بصوته في الاستفتاء على الدستور المقترح، 23 يونيو 1956
توسط ناصر في مناقشات المؤتمر بين الفصائل الموالية للغرب، والموالية للاتحاد السوفييتي.[87] وسعت جهود عبد الناصر للتصدي للاستعمار في أفريقيا وآسيا وتعزيز السلام العالمي في ظل الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي. قدم عبد الناصر الدعم من أجل استقلال تونس والجزائر والمغرب عن الحكم الفرنسي، ودعم حق عودة الفلسطينيين لمنازلهم، ودعى لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. نجح في الضغط على الحضور لتمرير قرارات بشأن كل من هذه القضايا، وأبرز مكاسبه كان ضمان الدعم القوي من الصين والهند.[93]
بعد مؤتمر باندونج، أعلن ناصر رسميا "الحياد الإيجابي" لمصر بشأن الحرب الباردة.[88][94] وتم استقبال عبد الناصر من قبل حشود كبيرة من الناس غطت شوارع القاهرة لدى عودته إلى مصر في 2 مايو، وتم الإعلان على نطاق واسع في الصحافة عن إنجازاته وقيادته للمؤتمر. ونتيجة لذلك، تعززت مكانة عبد الناصر إلى حد كبير كما زادت ثقته في نفسه.[95]
1956 (الدستور والرئاسة) عدل
مع تعزيز موقعه الداخلي إلى حد كبير، أصبح ناصر قادرا على ضمان أسبقيته على زملائه في مجلس قيادة الثورة، واكتساب سلطة صنع القرار من دون منازع نسبيا،[91] وخاصة في السياسة الخارجية.[96]
خلال شهر يناير من سنة 1956، أُعلن عن الدُستور المصري الجديد، الذي نصَّ على تأسيس نظام الحزب الواحد تحت مظلَّة الاتحاد القومي.[96] يفلسف ناصر الاتحاد القومي بقوله: «إن الاتحاد القومي ليس حزباً، وإنما هو وطن بأكمله داخل إطار واحد ... ويحقق أهداف ثورته التي لا بد من تحقيقها».[97][98] كان الاتحاد القومي هو نفسه هيئة التحرير بعد إعادة تشكيلها،[99] بعد أن فشل ناصر في حشد المُشاركة الشعبيَّة الكبيرة فيها.[100] حاول ناصر أن يُخرط المزيد من المُواطنين في الحركة الجديدة، على أن يتم تقديم طلبات الانتساب إلى لجانٍ شعبيَّةٍ مُختصَّة تُوافق عليها أولًا، وذلك في سبيل ترسيخ الدعم الشعبي لِحُكومته.[100] كان الاتحاد القومي يختار مُرشحًا للانتخابات الرئاسيَّة على أن تتم الموافقة عليه من قبل الجماهير بعد أن يُطرح اسمه من قِبل اللجان.[96]
تم ترشيح عبد الناصر لمنصب رئاسة الجمهورية، وطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام يوم 23 يونيو، وحاز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة.[96] وأنشئ مجلس الأمة الذي يتضمن 350 عضوا. وجرت الانتخابات في يوليو سنة 1957. منح الدستور حق الاقتراع للمرأة، وحظر التمييز القائم على نوع الجنس، وكفل حماية خاصة للنساء في مكان العمل.[101] تزامنا مع الدستور الجديد ورئاسة عبد الناصر، حل مجلس قيادة الثورة نفسه كجزء من الانتقال إلى الحكم المدني.[102] وخلال المناقشات التي دارت لتشكيل حكومة جديدة، بدأ ناصر عملية تهميش منافسيه من بين الضباط الأحرار الأصليين، بينما رفع أقرب حلفائه لمناصب رفيعة المستوى في الحكومة.[96]
وفاته وجنازته عدل
Throngs of people marching in a thoroughfare that is adjacent to a body of water
موكب جنازة عبد الناصر التي حضرها خمسة ملايين مشيع في القاهرة، 1 أكتوبر 1970.
بعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً.[255] كان هيكل، السادات، وزوجة عبد الناصر تحية في فراش الموت.[256] وفقا لطبيبه، الصاوي حبيبي، كان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة. وكان ناصر يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة. بالرغم من كل ذلك فإن الحالة الصحية لناصر لم تكن معروفة للجمهور قبل وفاته.[257]
بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر، عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي.[256] حضر جنازة عبد الناصر في القاهرة في 1 تشرين الأول من خمسة إلى سبعة ملايين مشيع.[258][259] حضر جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل.[260] بكى الملك حسين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنا، وأغمي على معمر القذافي جراء الاضطراب العاطفي مرتين.[258] وحضر عدد قليل من الشخصيات غير العربية الكبرى، منها رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين ورئيس الوزراء الفرنسي جاك شابان دلماس.[258]
The front side of a mosque with only one minaret containing a clock.
مسجد عبد الناصر في القاهرة، مكان دفنه.
بعد أن بدأ الموكب بالتحرك، أخذ المشيعون يهتفون: "لا إله إلا الله، ناصر هو حبيب الله ... كلنا ناصر". حاولت الشرطة دون جدوى تهدئة الحشود، ونتيجة لذلك، تم إجلاء معظم الشخصيات الأجنبية. وكان المقصد النهائي للموكب هو مسجد النصر، الذي تم تغيير اسمه فيما بعد ليصبح مسجد عبد الناصر، حيث دفن هذا الأخير.
بسبب قدرته على تحفيز المشاعر القومية، "بكى الرجال والنساء، والأطفال، وصرخوا في الشوارع" بعد سماع وفاته، وفقا لنوتنغ. كان رد الفعل العربي عامةً هو الحداد، وتدفق الآلاف من الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي. ونظم سعيد السبع مسوؤل التنظيم الشعبي الفلسطيني مسيرة مسلحة للفدائيين الفلسطينيين في طرابلس، لبنان، كما انطلقت مسيرة ضخمة في بيروت وقتل فيها أكثر من عشرة أشخاص في نتيجة للفوضى، وفي القدس سار ما يقرب من 75،000 عربي خلال البلدة القديمة وهم يهتفون "ناصر لن يموت أبدا". شريف حتاتة، السجين السياسي سابقا،[261] والعضو في جامعة ولاية أريزونا في عهد جمال عبد الناصر،[262] قال إن:
جمال عبد الناصر أعظم إنجاز لعبد الناصر كان جنازته. إن العالم لن يرى مرة أخرى خمسة ملايين من الناس يبكون معا[258] جمال عبد الناصر
وفاة أم تسميم ؟ عدل
هناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن تسميم الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن أكثر ما أثار الجدل هو تصريح القيادي الفلسطيني عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم فتح المجلس الثوري جماعة صبري البنا، عندما صرح لقناة العربية ببرنامج الذاكرة السياسية مع الصحفي طاهر بركة أن الرئيس عبد الناصر تعرض للتسميم خلال زيارته الخرطوم يوم 2 يناير 1970 لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية وأن صبري البنا مع جعفر النميري كانا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر. وقد عُرض في البرنامج صورة لمجموعة من ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري متنكرين بوصفهما صحافيين، في مؤتمر قمة اللاءات الثلاثة الذي عُقد في الخرطوم عام 1967.[263]