3789- علي بن أبي طالب
ب د ع: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن [ص: 88] كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم أبي طالب عبد مناف، وقيل: اسمه كنيته، واسم هاشم: عمرو، وأم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكنيته: أبو الحسن أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره على ابنته فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين، وهو أول هاشمي والد بين هاشميين، وأول خليفة من بني هاشم، وكان علي أصغر من جعفر، وعقيل، وطالب.
وهو أول الناس إسلاما في قول كثير من العلماء على ما نذكره..
وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، وبيعه الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبوك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على أهله، وله في الجميع بلاء عظيم وأثر حسن، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة بيده، منها يوم بدر، وفيه خلاف، ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده، دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، وآخاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة، وقال لعلي في كل واحدة منها: " أنت أخي في الدنيا والآخرة ".
إسلامه رضي الله عنه
(1086) أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك بيوم، يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه، قال: فوجدهما يصليان، فقال علي: يا محمد، ما هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله، وإلى عبادته، وكفر باللات والعزى "،
[ص: 89]
فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا حتى أحدث أبا طالب، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: " يا علي، إن لم تسلم فاكتم "، فمكث علي تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب علي الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه، فقال: ماذا عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد "، ففعل علي وأسلم، ومكث علي يأتيه سرا خوفا من أبي طالب، وكتم علي إسلامه، وكان مما أنعم الله به على علي أنه ربي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام
(1087) قال يونس: عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيع، قال: رواه عن مجاهد، قال: أسلم علي وهو ابن عشر سنين
(1088) أنبأنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه، وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، عن محمد بن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: " أول من أسلم علي ".
ومثله روى مقسم، عن ابن عباس، واسم أبي بلج: يحيى بن أبي سليم
(1089) قال: وحدثنا أبو عيسى، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا علي بن عابس، عن سلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال: " بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء "
(1090) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار وابن مثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة رجل من الأنصار، عن زيد بن أرقم، قال: أول من أسلم علي، قال عمرو بن مرة: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فأنكره، وقال: أول من أسلم أبو بكر، وأبو حمزة اسمه: طلحة بن يزيد
(1091) أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي بإسناده، عن أحمد بن علي، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأجلح، عن سلمة بن [ص: 90] كهيل، عن حبة بن جوين، عن علي، قال: " لم أعلم أحدا من هذه الأمة عبد الله قبلي، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين، أو سبع سنين ".
رواه إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، عن شعيب بن صفوان، عن الأجلح، نحوه
(1092) أنبأنا عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب بإسناده، عن أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، حدثنا سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، قال: سمعت عليا، يقول: " أنا أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم "
(1093) وأنبأنا أبو الطيب محمد بن أبي بكر بن أحمد المعروف بكلي الأصبهاني كتابة، وحدثني به عثمان بن أبي بكر بن جلدك الموصلي عنه، أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق، أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا ابن عبد الأعلى الصنعاني، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي، قال: قال: " أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما، علي بن أبي طالب ".
رواه الدبري عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن قيس بن مسلم
(1094) أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقري العلاف، أنبأنا أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد الباقرحي، حدثنا محمد بن جرير الطبري، حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله عن ابن عبد الرحمن بن مسلم، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل معي رجل غيره "
(1095) أنبأنا يحيى بن محمود بن سعد، حدثنا الحسن بن أحمد، قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أنبأنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا علي بن غراب، عن يوسف بن [ص: 91] صهيب، عن ابن بريد، عن أبيه، قال: " خديجة أول من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم علي " وقال أبو ذر والمقداد، وخباب، وجابر، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم: إن عليا أول من أسلم بعد خديجة، وفضله هؤلاء على غيره، قاله أبو عمر.
وروى معمر، عن قتادة، عن الحسن، وغيره، قال: " أول من أسلم علي بعد خديجة، وهو ابن خمس عشرة سنة ".
وسئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم: علي، أو أبو بكر؟ قال: سبحان الله! علي أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس، لأن عليا أخفى إسلامه عن أبي طالب، وأسلم أبو بكر، وأظهر إسلامه.
وقد ذكرنا حديث عفيف الكندي في أن أول من أسلم علي في ترجمته، وقال أبو الأسود تيم بن عروة: إن عليا، والزبير أسلما وهما ابنا ثمان سنين، قال أبو عمر: ولا أعلم أحدا يقول بقوله هذا، وقد قال جماعة غير من ذكرنا: إن عليا أول من أسلم، وقيل: أبو بكر، والله أعلم.
هجرته رضي الله عنه
(1096) أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: " وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة، ينتظر مجيء جبريل عليه السلام، وأمر له أن يخرج من مكة، بإذن الله له في الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي، وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام، وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرد له أخضر، ففعل، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم، وهم على بابه، قال ابن إسحاق: وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس، ولم يفتن في دينه علي بن أبي طالب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخره بمكة، وأمره أن ينام على فراشه، وأجله ثلاثا، وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم "
(1097) أنبأنا أبو محمد بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي إجازة، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الأغر قراتكين بن الأسعد، حدثنا أبو محمد الجوهري، حدثنا أبو حفص بن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا أحمد بن يوسف، حدثنا أحمد بن يزيد النخعي، حدثنا عبيد بن الحسن، حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع.
ح قال عبيد الله بن الحسن: [ص: 92] وحدثني محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع، في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قال: وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم يعني خلف عليا، يخرج إليه بأهله، وأمره أن يؤدي عنه أمانته، ووصايا من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدى علي أمانته كلها، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج، وقال: " إن قريشا لم يفقدوني ما رأوك "، فاضطجع على فراشه، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى الله عليه وسلم فيرون عليه عليا، فيظنونه النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا، فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي معه، فحبسهم الله بذلك عن طلب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأوا عليا، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه بعد ما أخرج إليه أهله يمشي الليل ويكمن النهار، حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قدومه، قال: " ادعوا لي عليا "، قيل: يا رسول الله، لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه اعتنقه وبكى، رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دما، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في يديه، ومسح بهما رجليه، ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد رضي الله تعالى عنه
شهوده رضي الله عنه بدرا وغيرها
(1098) أنبأنا أبو جعفر بن السمين، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من قريش، ثم من بني هاشم، قال: وعلي بن أبي طالب، وهو أول من آمن به وأجمع أهل التاريخ، والسند على أنه شهد بدرا وغيرها من المشاهد، وأنه لم يشهد غزوة تبوك لا غير، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على أهله.
(1099) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا الفقيه، وغير واحد، بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال: سأل رجل البراء وأنا أسمع: أشهد علي بدرا؟ قال: بارز وظاهر
(1100) أخبرنا يحيى بن محمود، أنبأنا عم جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أنبأنا أبو طاهر عم والدي، وأبو الفتح، قالا: أنبأنا أبو بكر بن زاذان، حدثنا أبو عروبة، حدثنا أبو رفاعة، حدثنا محمد بن الحسن، يعرف بالهجيمي، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: لقد رأيته، يعني عليا، يخطر بالسيف هام المشركين، يقول: سنحنح الليل كأني جني
[ص: 93]
(1101) أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن صرون وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، كلاهما إجازة، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: قرئ على أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال جدي أبو الحسين يحيي بن الحسن بن جعفر، قال: كتب إلي محمد بن علي ومحمد بن يحيى يخبراني، عن محمد بن الجنيد، حدثنا حصن بن جنادة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: " لقد أصابت عليا يوم أحد ست عشرة ضربة، كل ضربة تلزمه الأرض، فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام "
(1102) قال: وحدثنا جدي، حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن يحيى بن سعيد، عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها، فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب
(1103) أنبأنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله، أنبأنا البناء، قالوا: حدثنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير بن بكار، قال: وله، يعني لعلي بن أبي طالب، يقول أسيد بن أبي أناس بن زنيم، وهو يحرض مشركي قريش على قتله ويعيرهم:
في كل مجمع غاية أخزاكم جذع أبر على المذاكي القرح
لله دركم ألما تنكروا قد ينكر الحي الكريم ويستحي
هذا ابن فاطمة الذي أفناكم ذبحا، وقتلة قعصة لم تذبح
أعطوه خرجا واتقوا بضريبة فعل الذليل وبيعة لم تربح
أين الكهول وأين كل دعامة في المعضلات؟ وأين زين الأبطح
أفناهم قعصا وضربا يفرى بالسيف يعمل حده لم يصفح
[ص: 94]
(1104) أنبأنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن المديني بإسناده، عن أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو موسى، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: قال علي " لما تخلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى، فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه، فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملت على القوم، فأفرجوا لي، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم "
(1105) أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أنبأنا أبو العشائر محمد بن الخليل القيسي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء، فلما كان من الغد أخذه عمر، وقيل: محمد بن مسلمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه "، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، فدعا عليا، وهو يشتكي عينيه، فمسحها ثم دفع إليه اللواء ففتح، قال: فسمعت عبد الله بن بريدة، يقول: حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب، يعني عليا.
وأخباره في حروبه كثيرة لا نطول بذكرها
علمه رضي الله عنه
روى علي: عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر.
وروى عنه: بنوه الحسن، والحسين، ومحمد، وعمر، وعبد الله بن مسعود، وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وأبو سعيد الخدري، وأبو رافع، وصهيب، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة، وأبو سريحة حذيفة بن أسيد، وأبو هريرة، وسفينة، وأبو حجيفة السوائي، وجابر بن سمرة، وعمرو بن حريث، وأبو ليلى، والبراء بن عازب، وعمارة بن رويبة، وبشر بن سحيم، وأبو الطفيل، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، وجرير بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أشيم، وغيرهم من الصحابة.
[ص: 95]
وروى عنه من التابعين: سعيد بن المسيب، ومسعود بن الحكم الزرقي، وقيس بن أبي حازم، وعبيدة السلماني، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والأحنف بن قيس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الأسود الديلي، وزر بن حبيش، وشريح بن هانئ، والشعبي، وشقيق، وخلق كثير غيرهم.
(1106) أنبأنا يحيى بن محمود، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو سعد محمد بن بشر بن العباس، أنبأنا أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي، حدثنا سويد بن سعيد، أنبأنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى اليمن، ويسألوني عن القضاء ولا علم لي به! قال: " ادن "، فدنوت، فضرب بيده على صدري، ثم قال: " اللهم ثبت لسانه، واهد قلبه "، فلا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد
(1107) أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن الكندي، وغيره كتابة، قالوا: أنبأنا أبو منصور زريق، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا محمد بن أحمد بن زريق، أنبأنا أبو بكر بن مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه ".
رواه غير أبي معاوية، عن الأعمش، كان أبو معاوية يحدث به قديما ثم تركه.
وروى شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: " كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب ".
وقال سعيد بن المسيب: " ما كان أحد من الناس، يقول: سلوني، غير علي بن أبي طالب ".
وروى يحيى بن معين، عن عبدة بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد أعلم من علي؟ قال: لا، والله لا أعلمه.
[ص: 96]
وقال ابن عباس: لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم، وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر.
وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص لعبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة: يا عم، لم كان ضغو الناس إلى علي؟ قال: يا ابن أخي، إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم والفقه في السنة والنجدة في الحرب، والجود بالماعون.
وروى ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: " كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن ".
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إذا ثبت لنا الشيء، عن علي، لما نعدل عنه إلى غيره.
وروى يزيد بن هارون، عن قطر، عن أبي الطفيل، قال: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لقد كان لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لو سعتهم خيرا، وله في هذا أخبار كثيرة نقتصر على هذا منها، ولو ذكرنا ما سأله الصحابه، مثل عمر، وغيره رضي الله عنهم، لأطلنا.
زهده وعدله رضي الله عنه
(1108) أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، حدثنا محمد بن المسيب، قال: سمعت عبد الله بن حنيف، يقول: قال يوسف بن أسباط الدنيا دار نعيم الظالمين
(1109) قال: وقال علي بن أبي طالب " الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئا، فليصبر على مخالطة الكلاب "
(1110) أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، أنبأنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس إملاء، حدثنا أحمد بن علي الرقي، أخبرنا القاسم بن علي بن أبان، حدثنا سهل بن صقير، حدثنا يحيى بن هاشم الغساني، عن علي بن جزء، قال: سمعت أبا مريم السلولي، يقول: سمعت عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: " يا علي، إن الله عز وجل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها: الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا، ولا تنال الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، ورضوا بك إماما، ورضيت بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبك، وصدق فيك، وويل لمن أبغضك، وكذب عليك، فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك، فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك في قصرك، وأما الذين [ص: 97] أبغضوك وكذبوا عليك، فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة "
(1111) أنبأنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد، أنبأنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا حمزة بن القاسم الإمام، حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثني إبراهيم يعني الجوهري، حدثنا المأمون هو أمير المؤمنين، حدثنا الرشيد، حدثنا شريك بن عبد الله، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب القرظي، قال: سمعت علي بن أبي طالب، يقول: لقد رأيتني وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار.
ورواه حجاج الأصبهاني، وأسود عن شريك، فقالا: أربعين ألف دينار.
ورواه حجاج، عن شريك، فقال: أربعين ألفا.
لم يرد بقوله: " أربعين ألفا " زكاة ماله، وإنما أراد الوقوف التي جعلها صدقة كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد، فإن أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه، لم يدخر مالا، ودليله ما ذكره من كلام ابنه الحسن رضي الله عنهما، في مقتله أنه لم يترك إلا ستمائة درهم، اشترى بها خادما.
(1112) أخبرني أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه، أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين، قال: وأنبأنا أبي، وأنبأنا زاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قالا: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو قتيبة سالم بن الفضل الآدمي، بمكة، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، قال: سمعت أبا نعيم، قال: سمعت سفيان، يقول: ما بني علي لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإن كان ليؤتي بجبوته من المدينة في جراب
(1113) أنبأنا السيد أبو الفتوح حيدر بن محمد بن زيد العلوي الحسيني، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الدرستوي، بالموصل، أنبأنا النقيب الطاهر أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن أبي بحر، عن شيخ لهم، قال: رأيت على علي عليه السلام إزارا غليظا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهما بعته قال: ورأيت معه دراهم مصرورة، فقال: هذه بقية نفقتنا من ينبع
(1114) قال: وحدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا مطير بن ثعلبة التميمي، حدثنا أبو النوار بياع الكرابيس، قال: أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له، فاشترى مني قميصي كرابيس، فقال لغلامه: " اختر أيهما شئت "، [ص: 98] فأخذ أحدهما، وأخذ علي الآخر، فلبسه، ثم مد يده، فقال: " اقطع الذي يفضل من قدر يدي "، فقطعه وكفه، ولبسه وذهب
(1115) أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن طلحة النعال، إجازة إن لم يكن سماعا، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد الله بن عمير، قال: حدثنا رجل من ثقيف، قال: استعملني علي بن أبي طالب على مدرج سابور، فقال: " لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم، ولا تتبعن لهم رزقا، ولا كسوة شتاء ولا صيفا، ولا دابة يعتملون عليها، ولا تقيمن رجلا قائما في طلب درهم "، قلت: يا أمير المؤمنين، إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك، قال: " وإن رجعت ويحك! إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو، يعني الفضل " وزهده وعدله رضي الله عنه لا يمكن استقصاء ذكرهما، فلنقتصر على هذا.
فضائله رضي الله عنه
(1116) أنبأنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري، بإسناده إلى الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر، قال: رأيت في بعض الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، وقال له: " اتشح ببردي الحضرمي الأخضر، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه، إن شاء الله تعالى "، ففعل ذلك، فأوحى الله إلى جبريل، وميكائيل عليه السلام، أني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ ! آخيت بينه وبين نبيي محمد، فبات على فراشه، يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا، فكان جبريل عند رأس علي، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ! من مثلك يابن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة! !؟ فأنزل الله عز وجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}
(1117) أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير الميهني، قراءة عليه، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن متويه، قال أبو محمد: [ص: 99] وأنبأنا أبو القاسم بن أبي الخير الميهني والحسين بن الفرحان السمناني، قالا: أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا أبو بكر التميمي، أنبأنا أبو محمد بن حبان، حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي، حدثنا محمد بن سهل الجرجاني، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} قال: " نزلت في علي بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا.
ورواه عفان بن مسلم، عن وهيب، عن أيوب، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.
(1118) أنبأنا إسماعيل بن علي وإبراهيم بن محمد، وغيرهما، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة، قال: حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعدا، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت، ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه: فقال له علي: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي "
(1119) وسمعته يقول يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "، قال: فتطاولنا لها، فقال: " ادعوا لي عليا "، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}
(1120) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا، فقال: " اللهم هؤلاء أهلي "
(1121) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، عن شريك، عن منصور، عن ربعي بن حراش، حدثنا علي بن أبي طالب، بالرحبة، قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين، فيهم: سهيل بن عمرو، وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، وليس بهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا، فارددهم إلينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر قريش، لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن قلبه على [ص: 100] الإيمان "، قالوا: من هو يا رسول الله؟ فقال أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: " خاصف النعل "، وكان قد أعطى عليا نعلا يخصفها
(1122) قال: ثم التفت إلينا علي، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
(1123) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عيسى بن عثمان ابن أخي يحيى بن عيسى الرملي، أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي، حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي، قال: لقد عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، " أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق "
(1124) قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم، وغير واحد، قالوا: حدثنا أبو عاصم، عن أبي الجراح، قال: حدثنا جابر بن صبح، قال: حدثتني أم شراحيل، عن أم عطية، قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي، قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم لا تمتني حتى تريني عليا "
(1125) أنبأنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد بن السيحي، أنبأنا أبو البركات بن خميس، أنبأنا أبو نصر بن طوق، أنبأنا أبو القاسم بن المرجي، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا سعيد بن مطرف الباهلي، حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبي المنذر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن سعد، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا، فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر، [ص: 101] فقلت: أنت سمعته؟ فأدخل يده في أذنيه، وقال: نعم، وإلا فاستكتا.
(1126) أنبأنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس البغدادي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا محمد بن هارون الحضرمي أبو حامد، حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدثنا محمد بن فضل، حدثنا الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: لما كان يوم الطائف دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فناجاه طويلا، فقال بعض أصحابه: لقد أطال نجوى ابن عمه، قال: يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنا انتجيته، ولكن الله انتجاه "
(1127) أنبأنا إبراهيم بن محمد، وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تر علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله، ثم قال الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام الثالث، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الرابع، فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه، فقال: " ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني، وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن من بعدي "