أحداث عدل
1 هـ ذكرى هجرة الرسول محمد ﷺ من مكة إلى المدينة.
615 هـ - الحملة الصليبية الخامسة تغادر عكا إلى مصر.
636 هـ - سقوط مدينة بلنسية في أيدي النصارى الأراغونيين؛ حيث رُفعت أعلام مملكة أراغون على أعلى قمة أسوار المدينة، وتحولت المساجد إلى كنائس، بعد أن ظلت المدينة يحكمها المسلمون خمسة قرون.
927 هـ - القائد العثماني أوغلو علي بك يهزم جان بردي الغزالي الذي قاد حركة انفصالية في الشام عن الدولة العثمانية، بعد أن عين واليًا على دمشق.
986 هـ - الدولة العثمانية تعلن الحرب على الدولة الصفوية، وكان قائد العثمانيين في هذه الحرب "لاله مصطفى باشا" فاتح قبرص، وجاء إعلان هذه الحرب بعد وفاة شاه إيران طهماسب بن إسماعيل الصفوي.
1040 هـ - الجيش العثماني بقيادة خسرو باشا يحاصر مدينة بغداد التي استولى عليها الصفويون، لكنهم يرفعون الحصار بعد 39 يومًا.
1043 هـ - نشوب حريق هائل في إستانبول أدى إلى احتراق 20 ألف منزل، وقد نجم الحريق عن تدخين التبغ (السجائر)؛ ما دفع الدولة العثمانية إلى إصدار قرار بمنع التدخين حتى في المنزل.
1356 هـ - توقيع معاهدة مونتريه لإلغاء الامتيازات الأجنبية بمصر، وكان من شروط المؤتمر الذي عقد في جنيف للتوقيع على "مونتريه" أن تستمد مصر تشريعها من التشريع الغربي.
1363 هـ - الاتحاد السوفيتي يصدر قرارًا رسميًا بإبعاد قبائل "القره جاي" و"الجلقار" و"الشيشان" و"الأنجوش" إلى سيبيريا وآسيا الوسطى، وقدر عدد هؤلاء بحوالي 2.5 مليون، غالبيتهم من المسلمين، وذلك بعد اتهامهم بالخيانة للسوفيت، ولم يسمح للشيشان بالعودة إلى ديارهم إلا بعد مرور 13 عامًا.
1368 هـ -
اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي.
انعقاد مؤتمر في نابلس أقر فيه بمبايعة الملك عبد الله الأول بن الحسين ملكًا شرعيًا على فلسطين وشرق الأردن.
1369 هـ - العقيد أديب الشيشكلي يقوم بثالث انقلاب عسكري في تاريخ سوريا، ويستولي على السلطة.
1374 هـ - إعلان حالة الطوارئ في باكستان.
1380 هـ - الاعلان عن استقلال السنغال.
1387 هـ - نجاح القوات الإسرائيلية في احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بفلسطين والجولان السورية وسيناء المصرية، وإصابة القوات العربية بكبرى الخسائر الحربية في العصر الحديث على يد القوات الإسرائيلية.
1396 هـ - الإعلان عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الصحراء الغربية والتي تقول المغرب إنها أراضي تابعة لها.
1412 هـ - إقرار وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو -التي تطالب بقيام جمهورية- والحكومة المغربية في الصحراء الغربية.
1420 هـ - مقتل أبو مصعب عبدالمجيد أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر.
1424 هـ - مجلس الأمة الكويتي يقر تعديلًا على قانون الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يسمح باستثمار 25% من أرباحه في مشروعات البنيه التحتية في الكويت.
1425 هـ - القوات الإسرائيلية تغتال عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في قطاع غزة واثنين من مرافقيه في غارة جوية استهدفت سيارته.
1426 هـ - انتخاب الزعيم الكردي العراقي جلال طالباني رئيسًا لجمهورية العراق وذلك لفترة انتقالية حتى وضع الدستور الجديد وإجراء الانتخابات التشريعية.
1430 هـ - انفجار بحي الحسين في القاهرة يؤدي إلى مقتل سائحة فرنسية وإصابة 10 آخرين.
1431 هـ - إعلان الهدنة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، مما وضع حدًا لعملية الأرض المحروقة التي استمرت حوالي 6 أشهر.
1432 هـ -
الرئيس المصري محمد حسني مبارك يعلن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقلبة والدعوة لتعديل مواد في الدستور حول تقييد الفترات الرئاسية وإلغاء القيود على الترشح لها وذلك على إثر إندلاع ثورة 25 يناير.
ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين يقبل استقالة حكومة سمير زيد الرفاعي والتي أتت بعد عدة أسابيع من إندلاع مظاهرات احتجاجية ضد سياسات حكومته الاقتصادية بالإضافة إلى المطالبة بالإصلاح السياسي، ويكلف معروف البخيت بتشكيل الحكومة الجديدة.
1433 هـ - مجلس النواب اليمني يوافق على مشروع قانون بمنح الحصانة التامة للرئيس علي عبد الله صالح وأن تنطبق هذه الحصانة على المسؤولين الذين عملوا معه في المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية فيما يتعلق بالأعمال ذات الدوافع السياسية ولا تنطبق على الأعمال الإرهابية، ويأتي إقرار هذا القانون تنفيذًا لبنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.
1437 هـ - بدء أعمال القمة الخليجية السادسة والثلاثين في الرياض.
مواليد عدل
1305 هـ - علي الإحقاقي، مرجع شيعي كويتي.
1300 هـ - جبران خليل جبران، أحد شعراء المهجر من أصل لبناني.
1345 هـ - مشعل بن عبد العزيز آل سعود، رئيس هيئة البيعة السعودية.
1353 هـ - زهرة العلا، ممثلة مصرية.
1386 هـ - سيمون، مغنية وممثلة مصرية.
1388 هـ - وفاء عامر، ممثلة مصرية.
1394 هـ - جمال مبارك، لاعب كرة قدم كويتي.
1400 هـ - أحمد الجندي، مخرج مصري.
1406 هـ - طلال نايف، لاعب كرة قدم كويتي.
وفيات عدل
246 هـ - أبو ثور البغدادي، فقيه شافعي.
502 هـ - أبو محمد الدامغاني، عالم وفقيه.
589 هـ - صلاح الدين الأيوبي، قائد عسكري ومحرر بيت المقدس من الصليبيين.
1168 هـ - محمود الأول، السلطان العثماني الرابع والعشرون.
1368 هـ - محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر.
1390 هـ - مظهر عاشور، كبير جراحي مصر، وكبير أطباء الجيش المصري.
1400 هـ - علي يحي معمر ،من أعلام المذهب الإباضي بليبيا.
1414 هـ - عبد الأعلى السبزواري، مرجع شيعي إيراني.
1420 هـ - أبو مصعب عبدالمجيد، أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر.
1425 هـ - عبد العزيز الرنتيسي، قائد حركة حماس.
1427 هـ - خالد النفيسي، ممثل كويتي.
1429 هـ - أحمد الربعي، أكاديمي وسياسي كويتي.
1433 هـ - سعود الناصر الصباح، سياسي ودبلوماسي كويتي.
1441 هـ - أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش.
تعليق المنتدى على الأحداث
اغتيال الرنتيسي
جمع بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية، تمتع بالهيبة وحظى باحترام ومحبة أغلب شرائح الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، كما اتصف من قبل من عايشوه بصاحب شخصية قوية وعنيدة وجرأته وتحديه لقادة الكيان ولجلاديه في سجون الاحتلال. تمكّن في المعتقل في عام 1990 من إتمام حفظ كتاب الله بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، كما له قصائد شعرية تعبّر عن إنغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده.
عمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات، اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، أسس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع عام 1987 وكان أول من اعتقل من قادة الحركة في 15 يناير 1988 حيث اعتقل لمدة 21 يوماً بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987.
ثم أبعده الاحتلال لاحقاً في السابع عشر من ديسمبر عام 1992 مع أكثر من 400 شخص من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان في المنطقة المعروفة بمرج الزهور، حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الصهاينة على إعادتهم، فور عودته من مرج الزهور اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونية وأصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظل محتجزاً حتى أواسط عام 1997.
بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في السجون الإسرائيلية سبع سنوات بالإضافة إلى السنة التي قضاها مبعداً في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992 كما يعتبر أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15 يناير 1988 وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5 مارس 1988 وقال مستذكراً تلك الأيام:«منعت من النوم لمدة ستة أيام، كما وضعت في ثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة، لكن رغم ذلك لم أعترف بأي تهمة وجهت إلي بفضل الله.» كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح 4 مرات معزولاً عن بقية المعتقلين.
بعد استشهاد الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين من قبل إسرائيل بايعته الحركة خليفة لياسين في الداخل، وفي أول قيادة له أمر بتنفيذ عملية ميناء أشدود، فكانت هذه العملية هي الشرارة للعملية اغتياله واستشهاده، حيث قامت في مساء 17 أبريل 2004 مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارته فاستشهد مرافقه ثم لحقه وهو على سرير المستشفى في غرفة الطواريء ومن وقتها امتنعت حركة حماس من إعلان خليفة للرنتيسي خوفاً من استشهاده.
مما تمناه الرنتيسي وسعى لتحقيقه هو تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وكان يردد دومًا «لن يهدأ لي بال حتى يتم تحرير جميع الأسرى.» ومن أبرز ما كان يميز الرنتيسي من صفات صرامته في معاملته مع الاحتلال الإسرائيلي، متواضعًا في عمله كطبيب أطفال ولم يقفل بابه أمام أي مريض أبداً.[3]
في عام 2004 صدر كتاب حمل عنوان مذكرات الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قام بجمعه وتوليفه عامر شماخ المتخصص بالدراسات الإسلامية والذي صدر من توليفه أيضاً كتاب أحمد ياسين أيقظ أمة.[5][6]
النشأة عدل
أسرته عدل
تنحدر عائلة عبد العزيز الرنتيسي إلى قرية رنتيس شمال غرب رام الله اضطرت العائلة لمغادرة القرية في بداية الأربعينات بسبب خلاف مع إحدى عائلات القرية، وأيضاً بسبب حرب 1948؛ حين كان الرنتيسي طفلاً عمره عشرة أشهر، اندلعت وحدثت النكبة، فنزح مع عائلته من موطنها في قرية يبنا - بين عسقلان ويافا - لاجئين إلى مخيم خان يونس في قطاع غزة ونشأ بين تسعة أشقاء وثلاث شقيقات،[7] كما كان مخلصاً ومحباً لقرية رنتيس حيث ذكر بأنه زار القرية في بداية الثمانينات من القرن المنصرم.
طفولته عدل
ولد الرنتيسي في تاريخ 23 أكتوبر 1947 في قرية يبنا - تقع بين عسقلان ويافا - ونشأ بين تسعة إخوة وأختين إثنتين، التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كما اضطر للعمل أيضاً بجانب التعلم وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة،[8] ويتذكر الرنتيسي طفولته فيقول:«توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من أجل العمل. كنت في ذلك الوقت أعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية، فاشتريت حذاء من الرابش، (البالة)، فلما أراد أخي السفر كان حافياً، فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك فأعطيته إياه، وعدت إلى البيت حافياً ... أما بالنسبة لحياتي في مرحلة الثانوية فلا أذكر كيف دبرت نفسي.»
الدراسة عدل
استطاع الرنتيسي إنهاء دراسته الثانوية عام 1965 وكان من المتفوقين فيها وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين - أونروا - فذهب إلى جامعة الإسكندرية لدراسة الطب، فحصل منها على بكالوريوس طب عام في سنة 1971 ثم على ماجستير في طب الأطفال في 1975[7] ما أهله ليعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر - المركز الطبي الرئيسي في خان يونس - عام 1976.[8] خلال عمله كطبيب في مستشفى خان يونس الرئيسي، اصطدم الرنتيسي مرارا مع قوات الاحتلال، وأمضى خلال الفترة من 1983 إلى 1997 حوالي عشر سنوات متفرقة داخل معتقلات الاحتلال.[7]
العمل عدل
بدأ الدكتور الرنتيسي العمل في مجال الطب عام 1972 ثم عمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر - المركز الطبي الرئيسي في خانيونس - عام 1976 كما شغل عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني وعمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس المساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
وكان من عادته أن يجوب البادية على قدميه لمساعدة وعلاج الأطفال من الفقراء مجاناً،[9] وبعد رفضه دفع الضرائب والمكوس عن عيادته الخاصة للكيان الصهيوني منع من ممارسة الطب بعدها إلى الأبد.
العمل السياسي عدل
قال الرنتيسي عن بداية مشواره مع الحركة الإسلامية إنه تأثر أثناء دراسته بمصر كثيراً بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي، حيث كانا يخطبان في مسجدي السلام باستانلي والقائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية. وأضاف:
«كانت الخطب سياسية حماسية؛ فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثراً في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتدياً بأسلوبه ونهجه.»
كانت أول مواجهة للرنتيسي مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1981 حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل على خلفية رفضه دفع ضريبة القيمة المضافة والمكوس لسلطات الاحتلال من نفس العام هو والأطباء الفلسطينيون الآخرون.
إنشاء حماس عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حركة حماس
أخذ الرنتيسي بالتقرب من جماعة الإخوان المسلمين بقطاع غزة حتى أصبح فيما بعد أحد قادتها، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ديسمبر 1987 انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس كجناح عسكري لحركة الإخوان المسلمين، وسرعان ما توحدت في جناحي الوطن والخارج ليلحقوا بركب المقاومة والكفاح المسلح الفلسطيني الذي بدأ منذ الفاتح من يناير 1965 بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والجبهات والحركات الفلسطينية المقاتلة للعدو الصهيوني، وبعد ذلك بأيام قام العدو الإسرائيلي بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين بحجة التحريض علي الانتفاضة، وكان الرنتيسي أحد المعتقلين بتلك الحملة التي كانت تهدف لكسر الانتفاضة التي قلبت المعايير وقلبت الموازين لصالح الشعب الفلسطيني.[10]
كان الرنتيسي أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما حدثت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة بأنها عمل متعمد بهدف القتل مما أثار الشارع الفلسطيني؛ خاصة أن الحادثة جاءت بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية التي استهدفت كرامة الشباب الفلسطيني؛ خاصة طلاب الجامعات الذين كانوا دائماً في حالة من الاستنفار والمواجهة شبه اليومية مع قوات الاحتلال.
خرجت على إثر حادثة السير المتعمدة هذه مسيرة عفوية غاضبة في جباليا أدت إلى مقتل شخص وترك عدد من الجرحى، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك وتدارسوا الأمر، واتخذوا قراراً يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني وتم اتخاذ ذلك القرار في ليلة التاسع من ديسمبر 1987 وتقرر الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية كعنوان للعمل الانتفاضي الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين وصدر البيان الأول موقعاً بـ ح.م.س هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الإنتفاضة والذي كتب لها أن تغير وجه التاريخ، وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد واستجاب الناس وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلة جديدة من مراحل جهاده.
ويقول الرنتيسي عن قصة إنشاء الحركة:
«كنت مسئول منطقة خان يونس في حركة الإخوان المسلمين وفي عام 1987 قررنا المشاركة بفاعلية في الانتفاضة وكنا سبعة .. الشيخ أحمد ياسين وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار واخترنا اسماً للعمل الحركي هو حركة المقاومة الإسلامية ثم جاء الاختصار إلى حماس".»
الانتفاضة وتداعياتها عدل
بعد مرور 37 يوماً من إندلاع الإنتفاضة وبعد منتصف ليلة الجمعة الخامس عشر من يناير 1988 إذا بقوات كبيرة من جنود الإحتلال تحاصر منزل الرنتيسي، وتسور بعض الجنود جدران فناء البيت بينما قام عدد آخر منهم بتحطيم الباب الخارجي بعنف شديد محدثين أصواتاً فزع بسببها أطفاله الذين كانوا نائمين، وجري أعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الإحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله مرة أخرى بتاريخ 4 مارس 1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للإنتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، ليطلق سراحه في 4 سبتمبر 1990 ثم عاود الإحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14 ديسمبر 1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.
النفي إلى مرج الزهور عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مبعدو مرج الزهور
اشتدت الانتفاضة بمقاومة الاحتلال يوماً بعد يوم وتوالت الاعتقالات على الثوار والمجاهدين حتى كانت ليلة 17 ديسمبر 1992 التي تم إبعاد 416 ناشطاً فلسطينياً غالبيتهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، هذا النفي الذي كان سببه عملية خطف لجندي صهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية من نفس العام.[2] قام المبعدون بالمرابطة في مخيمهم الذي أسموه مخيم العودة واحتساب عملية طردهم وتهجيرهم رباط في سبيل الله، وفيه برز الرنتيسي كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الإحتلال على إعادتهم، وتعبيراً عن رفضهم لقرار الإبعاد الصهيوني، تحمّل الرنتيسي ورفاقه الشدائد والبرد القارص في سبيل العودة إلى أرض الوطن من جديد، وتعدى الأمر ذلك إلى قيام جميع المبعدين بلبس الأكفان والسير نحو حدود فلسطين تحت شعار مسيرة الأكفان للعودة إلى الديار ولو كلفهم ذلك الموت، وتقدم الرنتيسي هذه المسيرة آنذاك.[2] وفي النهاية نجح المبعدون في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد،[11] بعد أن تضافرت الجهود الفلسطينية وتضامنت مع المبعدين حتى أجبر العدو الصهيوني على كسر قرار إبعادهم والعودة إلى أرض الفلسطين وإغلاق باب الأبعاد، وكان الرنتيسي آخر المُفرج عنهم.[10]
استطاع الرنتيسي في هذا الإبعاد من تأسس مدرسة بن تيمية والتقى خلال الإبعاد مع ابن بلدته وقريته الشيخ شاكر يوسف أبو سليم الذي أبعد أيضاً إلى مرج الزهور وهما من قرية رنتيس التي يعتز بها عبد العزيز الرنتيسي جداً، من الوفود التي تضامنت مع المبعدين وفداً مصرياً تضمن حضوره فعاليات شعبية مختلفة منها مشاركة ممثلين للحزب الناصري وقد تحدث باسمهم حينها حمدين صباحي، واللافت احتفاء الرنتيسي والزهار بهذه المشاركة.[9]
فلسطين من جديد عدل
وبعد عودة السلطة الوطنية للأرض الفلسطينية المحررة بقيادة أبو عمار زاد التعاون بين التنظيمات الفلسطينية لمقاومة الاحتلال ومنها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أولاها الرئيس عرفات اهتماماً خاصاً ولا سيما بعد الأفراج عن الشيخ أحمد ياسين.[10] خرج الرنتيسي من المعتقل وباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية لاحقاً عام 1996 وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة، لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10 ابريل 1998 بضغطٍ من الاحتلال وأفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته وهو في المعتقلات الفلسطينية ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام وبعد أن قُصِف المعتقل من قبل الطائرات الصهيونية وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية، وبعدها حاولت السلطة اعتقاله مرتين ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.[12][13]
وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزة في أكتوبر 1997 عمل الرنتيسي معه جنباً إلى جنب لإعادة تنظيم صفوف حماس بعد فقدان صلاح شحادة، قام بعدها بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.
كما عمل على لم شمل الفصائل والسعي إلى الوحدة الفلسطينية، فهو منذ أن خرج من السجن بدأ وتابع لقاءاته مع مختلف القوى الوطنية وشارك في الهيئات والاجتماعات المشتركة على مختلف أشكالها التي بحثت القضية الفلسطينية وكانت المواقف الواضحة تشكل مساهمة في تعزيز حرص حماس على الوحدة الوطنية.[14] حيث قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، جميل المجدلاوي:«كان أول لقاء لي مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ووفد للجبهة الشعبية للتهنئة بالعودة وإذا به يطرح في هذا اللقاء سبل ووسائل تعزيز علاقاتنا الثنائية على طريق تعزيز العلاقات الفلسطينية بشكل عام.[14]»
اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر 2000 بعدما أغلقت إسرائيل كل باب لتكملة مشروع سلام الشجعان الذي بدأته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل 1994 وانسداد كل القنوات التفاوضية بعد قمة كامب ديفيد صيف 2000 واشتدت مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعالت وتيرة المضايقات الصهيونية، فأعادت احتلال الضفة الغربية وشددت الحصار على الرئيس ياسر عرفات وقامت بعدة مجازر في جنين وغيرها من المدن والقري الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما قامت باستهداف الشيخ المناضل ياسين بعد أدائه صلاة الفجر في 22 مارس 2004 بصاروخ أودى بحياته.[10]
إمارة حماس عدل
بايعت حركة حماس الرنتيسي في الداخل فتولى قيادة الحركة نظراً لكونه من المؤسسين وكبار المجاهدين وكبار زعماء حركة المقاومة الإسلامية فأختير على هذه الأسباب في الثالث والعشرين من مارس 2004 زعيماً لها في الداخل الفلسطيني في غزة خلفاً لأحمد ياسين،[15] أعلن إسماعيل هنية - القيادي الآخر في حركة المقاومة الإسلامية - انتخاب الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائداً عاماً لحماس في غزة فيما رأس خالد مشعل مكتب حركة حماس،[16] وقال هنية «إن الانتخابات التي جرت داخل مؤسسات حماس في حياة الشيخ ياسين أفرزت الأخ الدكتور القائد عبد العزيز الرنتيسي نائباً للشيخ أحمد ياسين وبهذا يقوم الرنتيسي مقام الشيخ بالنسبة للحركة ولشعبنا وأمتنا.[16]» وفي أول خطاب ظهر فيه الرنتيسي بعد توليه قيادة حماس يحمل بندقية كلاشن كوف وقال:«هذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذا - أي المقاومة المسلحة - هي طريقنا لتحرير الأقصى.»
اغتياله عدل
محاولات اغتياله عدل
قال الدكتور عزيز دويك :«كانت أولى محاولات اغتياله في مرج الزهور في خيمة الإعلام في اليوم الأول من شهر رمضان، حضر شخص يتحدث العربية ادعى أنه مترجم لصحفي ياباني، دخل الخيمة وترك حقيبة بأكملها. قدر أن كان الجميع خارج الخيمة على مائدة الإفطار .. سمع الجميع صوت الانفجار وهبوا لإطفاء الحريق وبحثوا عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثراً.[17]»
وفي 16 يونيو 2003 تعرض لمحاولة اغتيال ثانية استشهد فيها اثنان من مرافقيه، وأصيب نجله أحمد بجروح خطيرة. وفي شهر أيلول 2003 تعرض لمحاولة اغتيال ثالثة فشلت هي لأخرى. ثم تعرض لمحاولة اغتيال رابعة في اليوم الثالث لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، نجا منها أيضاً ولم تكشف عنها حماس إلا بعد تأكيدها من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.[17]
وتفاصيل العملية الثالثة التي نجى منها كانت في العاشر من يونيو عام 2003 كانت تحوم في سماء مدينة غزة حينها طائرتان مروحيتان حربيتان من طراز أباتشي الأمريكية الصنع، وعند ظهور سيارة الرنتيسي في شارع عز الدين القسام شمال مستشفى الشفاء بالمدينة أطلقت صاروخاً باتجاه الجيب الذي كان يستقله الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه وهو السائق وبجانبه مرافق آخر وكان الرنتيسي يجلس في المقعد الخلفي، أطلقت الطائرات الحربية الصاروخ الأول باتجاه الجيب حيث أصاب مقدمته وعلى الفور تمكن الرنتيسي ومرافقه الذي يجلس بجانب السائق من الخروج من داخل السيارة واتبعته الطائرات بإطلاق صاروخ آخر أصاب وسط الجيب مما أدى إلى استشهاد السائق المرافق. وتمكن الرنتيسي من الانسحاب مع مرافقه إلى أحد الشوارع الفرعية حيث لاحقته الطائرات الصهيونية بصواريخها إلى الشارع الذي تمكن من الانسحاب إليه وأطلقت باتجاهه أربعة صواريخ أخرى مما أدى إلى إصابته بجروح في ساقه اليسرى وذراعه الأيسر وبعض الإصابات السطحية في صدره.[16]
وفي آخر عملية اغتيال والتي نجحت سبق وقوعها طيران أربع طائرات تجسس - بدون طيار - كانت تجوب سماء غزة طوال أسبوعين بحثاً عنه ، وهذا يعني أنه اتخذ احتياطات أمنية كافية لتلافي جريمة الاغتيال ولكن الصهاينة كانوا جندوا كامل طاقاتهم لرصده.[17]
ما قبل الاغتيال عدل
وتفاصيل أحداث ما قبل الاغتيال، أصر الرنتيسي رغم تحذير مرافقيه وأسرته وتحديداً زوجته على العودة إلى بيته في حي النصر الذي تركه نهائياً قبل عدة أشهر، بعد أن أدرك أنه على رأس قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال، لم يستطع الرنتيسي مقاومة الاغراء وضرب بكل هذه التحذيرات عرض الحائط عندما علم أن بناته وأحفاده قد قدموا لزيارة بيت العائلة، ظل الرنتيسي منذ أذان صلاة العصر وحتى قبيل أذان العشاء جالساً بين بناته ونجليه محمد وأحمد، بينما كان بعض الأحفاد يتناوبون في الاعتلاء على كتفه، كان اللقاء مناسبة لكي يطمئن الوالد على أخبار بناته اللواتي مضت عدة أسابيع على آخر لقاء بينه وبينهن، خلال اللقاء منع الجد إحدى بناته من توبيخ أحد أبنائها بعد أن خلع نظارة جده الطبية وأخذ يعبث بها.[18]
القيادي في حركة حماس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي
أكثر ما تركز عليه الحديث في اللقاء كان ترتيبات زواج النجل الأكبر محمد، الذي عقد قرانه على فتاة من عائلة غزية قبل أسبوعين فقط، بعيد أذان المغرب رن جرس الهاتف الجوال وكان على الطرف الثاني مرافقه أكرم نصار الذي استحثه على مغادرة المنزل، فأخبره الرنتيسي أنه سيؤدي صلاة المغرب جماعة مع نجليه وبناته، ثم يغادر. كان من المفترض أن ينقل الرنتيسي في سيارة السوبارو البيضاء التي كان يتحرك بها مؤخراً، لكن نجله الأصغر أحمد تدخل في هذه الأثناء وأصر على أن يستخدم أكثر من سيارة بغرض التمويه وإرباك وسائل الرصد الإلكترونية التي تستخدمها المخابرات الإسرائيلية في تعقب والده، رغم عدم وجود طائرات استطلاع إسرائيلية تلك الأثناء في أجواء المدينة.[18]
أحمد هو نفسه الذي أصيب بجراح خطرة في محاولة الاغتيال الثالثة التي تعرض لها والده قبل عام ونصف العام، أصر أحمد على أن يقوم هو بنقل أبيه في سيارة أودي إلى منتصف شارع اللبابيدي الذي يربط شارعي الجلاء والنصر على أن ينتظر هناك مرافقو والده بسيارة السوبارو وافق الرنتيسي تحت إلحاح نجله الذي بدا عصبياً بشكل واضح، نقل أحمد أباه إلى منتصف شارع اللبابيدي وما ان استقل والده السيارة مع مرافقيه الاثنين، حتى حدث ما حذره منه أحمد، دوى صوت إنفجار سمعت أصداؤه في جميع أرجاء غزة باطلاق طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلية من طراز أباتشي ثلاثة صواريخ من طراز هيل فاير - صواريخ أرض جو - الحارقة على السيارة، ظل أحمد ملتصقاً بمقعد القيادة وعلى بعد كيلومترين من مكان وقوع عملية الاغتيال تعالى عويل إحدى بنات الرنتيسي صارخة لقد قتلوا أبي مع أنه في هذه اللحظات لم يكن يعرف أحد من هو المستهدف في عملية الاغتيال وما هي إلا لحظات حتى علا صراخ الأحفاد أيضاً.[18]
قال ابنه محمد :
«وصل الدكتور الرنتيسي إلى منزله في الساعة الثالثة قبل فجر يوم السبت 17 ابريل 2004 في سرية تامة، كانت زيارته لنا بعد أسبوع من الغياب لم نره فيه، طلبنا منه عدم الخروج، وقضاء ساعات معنا، وبعد إلحاحنا وافق. كان يأتي إلى المنزل بعد منتصف الليل، ويغادر قبل الفجر، وقضى ما بقي من الليل يتحدث مع العائلة المشتاقة إليه، والتي لا تراه إلا قليلاً. جلس يتحدث عن زواج أخي أحمد الذي أصيب خلال محاولة الاغتيال، وذلك بعد أن حصل على مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها، وقد سدد ما عليه من ديون، واقتطع مبلغاً من المال لزواج أحمد (21) عاماً وقال لنا : الآن أقابل ربي نظيفاً : لا لي ولا علي.[17]»
استيقظ الرنتيسي واغتسل وتعطر وانطلق لسانه ينشد على غير عادته نشيداً إسلامياً مطلعه:
أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما أتمنى
وقال لرفيقة دربه أم محمد :«إنها من أكثر الكلمات التي أحببتها في حياتي.»
وقال محمد :
«إن مرافق والدي، السيد أكرم نصار زارنا يوم السبت بعد العصر، وتحدث مع والدي قليلاً، واتفقا على الخروج. وقبل أذان العشاء بقليل خرج الرنتيسي برفقة ابنه أحمد الذي كان يقود السيارة ذات النوافذ المعتمة، متنكراً بلباس معين، وأوصله إلى مكان محدد في مدينة غزة، وبعد دقائق وصلت إلى ذلك المكان سيارة يقودها أحمد الغرة ومعه السيد أكرم نصار، وبهدوء انتقل الرنتيسي من سيارة نجله إلى السيارة الأخرى التي انطلقت بسرعة، لكن صاروخين من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع كانا أسرع من الجميع، وصعدت الأرواح إلى بارئها.[17]»
أعلن لاحقاً مسئولون طبيون أن الرنتيسي استشهد إثر إصابته بجروح خطرة جراء العملية حيث قال الطبيب قادر أبو صفية المسئول عن قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء في غزة إن «عبد العزيز الرنتيسي قد استشهد.» كما قال مصدر أمني فلسطيني إن صاروخين على الأقل أطلقا من مروحية وأصابا بشكل مباشر السيارة التي كان يستقلها الرنتيسي كما أصيب ستة من المارة بجروح.[16]
قرار تصفيته عدل
كشف مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية ونقلاً عن أكثر من مصدر موثوق، عن مكالمة تمت بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وعبد العزيز الرنتيسي قبيل استشهاد الأخير بأيام، ونقل عن المركز في بيان من المحلل السياسي حمزة أبو شنب قوله إن الشهيدين ناقشا خلال المكالمة العديد من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، واتفقا على العديد من الخطوات التي من شأنها العمل على ترسيخ اللحمة الوطنية أهمها تشكيل حكومة وحدة وطنية بالإضافة إلى تشكيل وبناء جيش وطني تشارك فيه كافة الأجنحة العسكرية بما فيها القسام، ينتشر على الحدود وفي مواقع إستراتيجية لحماية القطاع من الأخطار الخارجية، ولمعرفة الاحتلال الجيدة بشخصية المتحدثين القيادية وقناعتهما بهذا الاتفاق وقدرتهما على تطبيقه؛ كان لا بد من التخلص من شخص لديه هذه التوجهات.[10][19][20]
اتخذ القرار بعد عودة شارون من أمريكا مباشرة ما أكد أن إسرائيل بقيادة شارون مصرة على الإجهاز على الطريق السلمي لحل القضية الفلسطينية، كما بررت إدارة بوش هذا المنهج بدعم الدولة الإسرائيلية واعطائها الضوء الأخضر لقتل القادة الفلسطينيين ببند الدفاع عن النفس، وعلق رئيس إسرائيل شيمون بيريز باسم اليسار الإسرائيلى فقال «أن الذي يتورط في أعمال القتل يدفع الثمن.[21]»
كما اجتمع مجلس الأمن لبحث قضية اغتياله، وقبلها اجتمع بأيام لمناقشة اغتيال الشيخ أحمد ياسين، واستخدمت أمريكا الفيتو ضد إدانة الكيان الصهيوني. وهكذا تمت تصفية الرنتيسي بثلاثة صواريخ أطلقتها عليه طائرة الأباتشي التي قدمت الإدارة الأمريكية أسراباً منها إلى تل أبيب.[17][22]
جنازته عدل
منذ ساعات الصباح الأولى بدأ السكان يزحفون باتجاه مشفى الشفاء بغزة، كي يحاولوا إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، استنفرت الإذاعات المحلية بغزة بشكل لافت، فيما يشبه السباق لتغطية حادث الاغتيال وتفاصيل الجنازة، وتداعيات الاغتيال، وكان من الملفت ما اذاعته صوت الأقصى الإسلامية من كلمات بصوت الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قال فيها مخاطباً جماهير الشعب الفلسطيني «أقول لكم لأطمئنكم لو رحل الرنتيسي والزهار وهنية ونزار ريان وسعيد صيام والجميع، فوالله لن نزداد إلا لُحمة وحباً، فنحن الذين تعانقت أيادينا في هذه الحياة الدنيا على الزناد.[15]»
شارك في تشييعه ومرافقيه اللذين استشهدا معه أكثر من نصف مليون فلسطيني يوم الأحد 18 ابريل 2004 في غزة وحدها. انطلق الموكب من مستشفى الشفاء في غزة ، يتقدمه عدد من قادة حماس وقيادات الفصائل الفلسطينية الأخرى وآلاف المسلحين، في عروض عسكرية كبيرة، وتوجه الموكب إلى منزل الشهيد لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، ثم تابع إلى المسجد العمري الكبير، من أجل الصلاة عليه، وأدى أكثر الناس صلاة الجنازة في الشوارع المزدحمة. وانطلقت في بيروت مسيرة عفوية حاشدة ، شارك فيها طلاب وطالبات وقامت مظاهرات حاشدة في سائر الدول العربية والإسلامية والأجنبية،[17] تنديداً بإقدام إسرائيل على اغتياله وطالب المحتجون الحكومات العربية بسحب الدبلوماسيين العرب من إسرائيل، وطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية ووقف كل أشكال التطبيع معها.[18]
إدانه ونعي عدل
أدانت كير - مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - اغتيال الرنتيسي قائله في بيان صادر لها «إن اغتيال عبد العزيز الرنتيسي سينشر انطباعاً في شتى أنحاء العالم الإسلامي بأن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ضد إسلام.[23]» كما أدان الحزب الديمقراطي السوري اغتياله وقال في بيان لها:
«إننا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي السوري وأمينه العام الأخ مصطفى قلعه جي إذ نعلن تضامننا التام مع الشعب الفلسطيني وإيماننا المطلق بعدالة قضيته نؤكد وقوفنا إلى جانب الأخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وكافة القوى الفلسطينية المقاومة وإن مقاومة الاحتلال هي عمل مشروع تقره كافة الشرائع والقوانين الدولية وهي واجب مقدس ينبغي أن تبادر جميع الشعوب المضطهدة لأدائه وإنه من الواضح أن الإدارة الأمريكية عندما قررت القضاء على قادة الأحزاب والحركات والتنظيمات المؤمنة بحق شعوبنا بالحياة الحرة إنما كان ذلك بتواطؤ واضح من الأنظمة العربية الخاضعة لأمر الإدارة الأمريكية.[24]»
كما حمل حزب الله الإدارة الأميركية التي توفر التغطية والتأييد المعنوي والسياسي والدعم المادي لحكومة تل أبيب المسؤولية المباشرة عن اغتيال الرنتيسي واعلن الحزب في بيان:
«على طريق شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين ينضم إلى قافلة الشهداء المجاهد الكبير والأخ العزيز الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعد مسيرة حافلة بالتضحية والفداء في سبيل فلسطين وسبيل أمته وشعبه المجاهد. اننا إذ نتقدم من عائلة الشهيد القائد، ومن أخواننا المجاهدين في قيادة حركة حماس ومن شعبنا الفلسطيني الصابر المحتسب، بأحر التعازي وأصدق التبريكات.[18]»
كما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن دماء الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ستفجر براكين الثأر من إسرائيل.[18] وعزت جماعة العدل والإحسان باسم الناطق الرسمي لها فتح الله أرسلان أسرة الرنتيسي ورجال حماس والمجتمع الغزاوي بفقيدهم، حاثة المذكورين على الصبر والاحتساب والتعلم من مواقفه الكثيرة.[25]
الحالة الأسرية عدل
تزوج الرنتيسي من أم محمد رشا صالح العدلوني عام 1973 وهي من مواليد غزة عام 1955 وترجع جذورها إلى مدينة يافا ويذكر ما حدث له في ليلة زفافه ويقول:
«لم يكن في المخيم كهرباء، وكنت أول من سحب خط كهرباء في المخيم. لكن للأسف الكهرباء كانت ضعيفة لم تنر المصابيح، فطلبت من البلدية تقوية التيار الكهربائي من أجل إتمام مراسم زواجي، فوافقوا أن يقووا التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام فقط.»
شاركت أم محمد زوجها مسيرة جهاده، وصبرت على الفراق سنين طويلة، تحملت عبء أسرتها أثناء غيابه، وحين اغتيل واصلت السير على طريقه فأكملت دراستها في الجامعة الإسلامية بغزة كلية أصول الدين وتتأهل لنيل درجة الماجستير في التفسير، وهي مشرفة على دائرة العمل النسائيّ بالمجمّع الإسلامي بغزة ومن القيادات النسوية البارزة في حركة المقاومة الإسلامية حماس.[26] وعندما سؤلت عن أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة قالت:
«حقيقة إذا تحدثنا عن المرأة العظيمة التي كانت وراء عبد العزيز الرنتيسي، نتحدث من خلال ما علمنا الإسلام أن لا ننسى لأهل الفضل فضله، فالمرأة العظيمة كانت هي أمه، تلك الوالدة التي ترملت وهي شابة وعندها سبعة أبناء، ربتهم على العزة والإباء، رفضت أن تربيهم على الصدقات بل حرصت على أن تعمل، وبالقليل القليل استطاعت أن تربي الشباب، فخرَّجت الأطباء والمهندسين، هي المرأة التي تستحق أن تكون المرأة العظيمة ويعتز بها.[26]»
بعد زواجهما بثلاث سنوات وتحديداً عام 1976 بدأت أم محمد تلاحظ تغيراً ملموساً على زوجها فقد شرع يتغيب عن المنزل، ولا يعود إلا بعد منتصف الليل، كما بدأ في جلب كتب دينية كثيرة تتحدث عن الدعوة الإسلامية التي تعمل وفق الكتاب والسنة النبوية وعلقت:
«أطلق زوجي لحيته في تلك السنة، وصار أكثر تديناً وصمتاً في الوقت ذاته، في حين أنني التزمت بالصمت أيضاً لأنني أردت أن أفهم سر تغيره، وقد عرفته من خلال مطالعاتي للكتب التي كان يجلبها، والقليل الذي أعرفه عن الدعوة الإسلامية. ومن هنا فهمت واجبي تماماً بأن صمتي وتربيتي لأطفالي جهاد معه، فلم أسأله قط عما يفعله.»
ضحى الرنتيسي بكل ما يملك من أجل الدعوة الإسلامية بماله الذي أنفق منه على الدعوة فيما كانت زوجته تستقبله بالابتسامة الحانية وتحاول توفير سبل الراحة عندما كان يأتيها عند الساعة الثانية صباحاً متعباً ومنهكاً، أما أطفاله فكانوا لا يرونه سوى مرة كل أسبوع يستيقظ فيخرج إلى عمله وهم في مدارسهم، ليعود وهم نيام إلا أنه حافظ على عادة أخذ زوجته إلى بيت أهلها والمبيت مع أطفاله هناك، ليعودوا يوم الجمعة عصراً، فكانت متنفساً له يريحه من تعب الأسبوع بكامله.
لكن الأمور بدأت تتعقد أكثر في بداية الثمانينات، عندما رفض الرنتيسي تسليم ضريبة دخله من عيادته الشخصية لسلطات الاحتلال، لتتعالى وتيرة الصدام مع قادة تلك السلطات شيئاً فشيئاً، إلى أن تفجرت الأمور تماماً مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث أمضى أبو محمد بعدها ما يقرب من تسع سنوات في الاعتقال بتهمة الانتماء لحركة حماس وتأسيسها، ولتنهي علاقته بممارسة الطب بشكل مستمر حتى آخر سنين حياته، فكان على الزوجة أن تُدبِّر أمورها وأمور ستة من أطفالها بما تيسر لها من مصادر الرزق.
وبعد وفاة الرنتيسي وفي أول حديث لها قالت إنها لا تقبل التعازي في زوجها ولكنها تتقبل التهانى لنيله الشهادة التى كان يتمنَّاها، مخاطبةً إياه: هنيئًا لك الشهادة أبا محمد.[2] حيث استمرت بعد رحيل الرنتيسي بدعم الجهاد وتشجيع الفعاليات النسائية ولجان النساء في فلسطين ودعم الطلاب الناشئين وتحفيزهم لطلب العلم ونصر فلسطين بالعلم، كما لهاء زيارات دائمة للمخيمات الفلسطينية بشكل متواتر ومستمر مثل مخيم البرج الشمالي ومخيم الرشيدية ومخيم البص.[27] كما أن لها مشركات خارج فلسطين ذات علاقة بدور المرأة المسلمة في مجتمعها في كل المجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضاً، كانت إحداها مشاركتها في الندوة الولائية للتأهيل السياسي للمرأة التي احتضنتها قاعة دنيا زاد بغليزان في الجزائر.[28] كما تصدرت مسيرات كثيرة منها مسيرة نظمها أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الدقهلية في مصر احتجاجاً على العمليات الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث كانت في زيارة لأمانة حزب الحرية والعدالة المصري بمدينة المنصورة، ألقت كلمة خلالها دعت فيها إلى وحدة الصف العربي والمسلم لنصرة القضية الفلسطينية، رفع المشاركون فيها الأعلام المصرية والفلسطينية وعلم جماعة الإخوان المسلمين.[29]