ان سليمان الابن الثاني للسلطان إبراهيم وكانت أمه صالحة دل آشوب سلطان أكثر زوجات إبراهيم المفضلات. وبعد خلع السلطان إبراهيم وقتله تولى محمد الرابع الحكم وهو لايزال صغيراً. ونتيجة الخلاف بين جدتهما السلطانة كوسم وبين والدة محمد ترخان خديجة سلطان فقد سعت السلطانة كوسم إلى قتل محمد الرابع وإستبداله بأخيه سليمان لعلمها بإرتباط أمه بها. إلا أن المحاولة كشفت قبل أن تتم وعلى أثرها أقدمت ترخان سلطان على قتل السلطانة كوسم.
أثرت هذه الحادثة على السلطان محمد وجعلته يأمر بإبقاء إخوته "سليمان وأحمد" في القفص، وهي غرفة مميزة في الحرملك السلطانى يقيم فيها الأمراء ويمنعون من الخروج. إنشغل سليمان طوال عمره فيها بالخط وحصل على إجازة فيه من "طوقاتلى أحمد أفندي".
سلطنته
عدل
نتيجة الهزائم العثمانية المتوالية على يد النمسا ثار الناس والجنود على شقيقه محمد الرابع وعزلوه. وكان من المفترض أن يرتقي العرش إبنه مصطفى الثاني، لكن سعى الوزير كوبرلو فاضل مصطفى باشا إلى تعيين سليمان بدلاً منه إنتقاماً من السلطان محمد الرابع لإبعاده عن السلطة وإعدامه لزوج شقيقته قرة مصطفى باشا. فنصب رجال الدولة سليمان سلطاناً جديداً.
كان السلطان سليمان شخصاً طيباً ولم يكن لديه السمات القيادية التى تميز بها سلاطين الدولة العثمانية الأوائل ويرجع ذلك لطول حبسه في القفص. الجنود الثائرون قاموا بقتل الصدر الأعظم سياوش باشا وطالبوا السلطان بعطية الجلوس "وهي العادة في الحصول على قدر معلوم من الأموال من الخزانة السلطانية عند تولى سلطان جديد للعرش" رغم حالة الخسائر التى تلقتها الدولة بسبب تقاعسهم. تقدم النمساويين واحتلوا أماكن كثيرة حتى إحتلوا بلغراد وصارت صوفيا وحتى أدرنة مهددتين. خرج السلطان سليمان بنفسه لقيادة الجيش لكن الوزراء المتهيبين للموقف أجبروه على العودة بعد الوصول لصوفيا.
ضغط شيخ الإسلام على السلطان لتعيين "كوبرلو فاضل مصطفى باشا" كصدر أعظم بإعتباره الشخص الوحيد القادر على وقف النمساويين. وبالفعل فإن الباشا نجح خلال فترة وجيزة في إجبار الجنود على طاعة الأوامر وعين قادة أكفاء يثق بهم في المناصب القيادية وأجرى تعديلات هامة في نظام جمع الجزية وأنقذ مالية الدولة من الإنهيار، كما أنه عمل على استمالة مسيحيي الصرب بالثمار والتعويضات اللازمة عن حالة الحرب.
خرج مصطفى باشا لقيادة الجيش بنفسه وحقق نجاحاً واضحاً وإستطاع استعادة بلغراد. وتجهز الباشا لحملة في العام التالى لإسترداد المجر. لكن توفى السلطان سليمان بعد خروج مصطفى باشا لحملته الثانية بقليل. وتولى مكانه أخيه أحمد الثاني.