-اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ * 48-فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
لما ذكر ما يكون في يوم القيامة من الأهوال والأمور العظام الهائلة حذر منه وأمر بالاستعداد له فقال « استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله » أي إذا أمر بكونه فإنه كلمح البصر يكون وليس له دافع ولا مانع وقوله عز وجل « ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير » أي ليس لكم حصن تتحصنون فيه ولا مكان يستركم وتتنكرون فيه فتغيبون عن بصره تبارك وتعالى بل هو محيط بكم بعلمه وبصره وقدرته فلا ملجأ منه إلا إليه « يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر » وقوله تعالى « فإن أعرضوا » يعني المشركين « فما أرسلناك عليهم حفيظا » أي لست عليهم بمصيطر وقال عز وجل « ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء » وقال تعالى « فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب » وقال جل وعلا ههنا « إن عليك إلا البلاغ » أي إنماكلفناك أن تبلغهم رسالة الله إليهم ثم قال تبارك وتعالى « وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها » أي إذا أصابه رخاء ونعمة فرح بذلك « وإن تصبهم » يعني الناس « سيئة » أي جدب ونقمة وبلاء وشدة « فإن الإنسان كفور » أي يجحد ما تقدم من النعم ولا يعرف إلا الساعة الراهنة فإن أصابته نعمة أشر وبطر وإن أصابته محنة يئس وقنط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء تصدقن فاني رأيتكن أكثر أهل النار فقال امرأة ولم يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير لو أحسنت إلى أحداهن الدهر ثم تركت يوما قالت مارأيت منك خيرا قط وهذا حال أكثر النساء إلا من هداه الله تعالى وألهمه رشده وكان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن « م2999 »