96-وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ : 97-أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ : أوِ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ : 99-أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل كقوله تعالى « فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين » أي ماآمنتقرية بتمامها إلا قوم يونس فإنهم آمنوا وذلك بعد ماعاينوا العذاب كما قال تعالى « وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين » وقال تعالى « وما أرسلنا في قرية من نذير » الآية وقوله تعالى « ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا » أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات « لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض » أي قطر السماء ونبات الأرض وقال تعالى « ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون » أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ماكسبوا من المآثم والمحارم ثم قال تعالى مخوفا ومحذرا من مخالفة أوامره والتجرؤ علىزواجره « أفأمن أهل القرى » أي الكافرة « أن يأتيهم بأسنا » أي عذابنا ونكالنا « بياتا » أي ليلا « وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون » أي في حال شغلهم وغفلتهم « أفأمنوا مكر الله » أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم « فلا يأمن مكر الله إلاالقوم الخاسرون » ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن