منتديات العليمى للثقافة
منتديات العليمى للثقافة
منتديات العليمى للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تهدف المنتديات إلى احياء الثقافة العامة لانشاء جيل واعى مدرك لاهمية العلم والمعرفة
 
الرئيسيةمرحبا بكم أعضاءالأحداثأحدث الصورAlolemy2018التسجيلدخول

 

 قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1696
تاريخ التسجيل : 26/04/2017
العمر : 37
الموقع : محافظة الشرقىة جمهورية مصر العربية

قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام   قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 23, 2022 12:10 am


﴿ (16) ذكر مولد إسماعيل عليه السلام مِنْ هاجر ﴾
۞۞۞۞۞۞۞

قال أهل الكتاب: إن إبراهيم عليه السلام سأل الله ذرية طيبة، وان الله بشَّره بذلك، وأنه لما كان لإبراهيم ببلاد المقدس عشرون سنة، قالت سارة لإبراهيم عليه السلام، إن الرب قد حرمني الولد، فادخل على أمتي هذه، لعل الله يرزقني منها ولداً.

فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم عليه السلام، فحين دخل بها حملت منه، قالوا: فلما حملت ارتفعت نفسها، وتعاظمت على سيدتها، فغارت منها سارة، فشكت ذلك إلى إبراهيم، فقال: لها افعلي بها ما شئت، فخافت هاجر فهربت، فنزلت عند عين هناك، فقال لها ملك من الملائكة، لا تخافي فإنَّ الله جاعلٌ من هذا الغلام الذي حملت خيراً، وأمرها بالرجوع، وبشَّرها أنها ستلد ابناً، وتسمية إسماعيل، ويكون وحش الناس، يده على الكل ويد الكل به، ويملك جميع بلاد اخوته، فشكرت الله عز وجل على ذلك.

وهذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد صلوات الله وسلامه عليه، فإنه الذي به سادت العرب، وملكت جميع البلاد غرباً وشرقاً، وأتاها الله من العلم النافع والعمل الصالح ما لم تُؤْتَ أُمّةٌ من الأمم قبلهم، وما ذاك إلا بشرف رسولها على سائر الرسل، وبركة رسالته ويمن بشارته وكماله فيما جاء به، وعموم بعثته لجميع أهل الأرض.

ولما رجعت هاجر وضعت إسماعيل عليه السلام.قالوا: وولدته ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة، قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة.

ولما ولد إسماعيل أوحى الله إلى إبراهيم يبشره بإسحاق من سارة، فخر لله ساجداً، وقال له وقد استجبت لك في إسماعيل وباركت عليه وكثرته ويمنته جداً كثيراً، ويولد له اثنا عشر عظيماً. وأجعله رئيساً لشعب عظيم.

وهذه أيضاً بشارة بهذه الأمة العظيمة، وهؤلاء الاثنا عشر عظيماً هم الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بهم في حديث عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يكون اثنا عشر أميراً ثم قال كلمة لم أفهمها، فسألت أبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش» أخرجاه في «الصحيحين» .

وفي رواية «لا يزال هذا الأمر قائماً» وفي رواية «عزيزاً حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» .

فهؤلاء منهم الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضاً. ومنهم بعض بني العباس وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقاً بل لا بد من وجودهم.

وليس المراد الأئمة الأثني عشر الذين يعتقد فيهم الرافضة الذين أولهم علي بن أبي طالب وأخرهم المنتظر بسرداب سامرّا وهو مُحَمْد بن الحسن العسكري فيما يزعمون، فإن أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وابنه الحسن بن علي، حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية، وأخمد نار الفتنة، وسكن رحى الحرب بين المسلمين، والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور. وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذلك هوَسٌ في الرؤوس، وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا عين ولا أثر.

والمقصود أن هاجر عليها السلام لما ولد لها إسماعيل واشتدت غيرة سارة منها، وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها، فذهب بها وبولدها فسارَ بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم.

ويقال إنَّ ولدها كان إذ ذاك رضيعاً.

فلما تركهما هناك وولّى ظهره عنهما، قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه وقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا هاهنا، وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت فإذاً لا يضيّعنا.

وقد ذكر الشيخ أبو مُحَمْد بن أبي زيد رحمه الله في كتاب النوادر: أن سارة غضبت على هاجر، فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها، فأمرها الخليل أن تثقب أذنيها، وأن تخفضَها فتبر قسمَها.قال السهيلي: فكانت أول من اختتن من النساء، وأول من ثقبت أذنها منهن، وأول من طوّلت ذيلها.


ذكر مهاجرة إبراهيم بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى جبال فاران وهي أرض مكّة، وبنائه البيت العتيق.قال البُخَاريّ: قال عبد الله بن محمد - هو أبو بكر بن أبي شيبه - حَدَّثَنا عبد الرزاق، حَدَّثَنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما عن الآخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقاً لتعفى أثرها على سارة. ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء. ثم قفّى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً؛ وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذا لا يضيعنا. ثم رجعت. فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، ورفع يديه فقال» «رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ» « وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال: يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت بطن الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات» .قال ابن عبَّاس قال النبي صلى الله عليه وسلم «فلذلك سعى الناس بينهما» .

فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه، تريد نفسها.

ثم تسمعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضُه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف.قال ابن عبَّاس قال النبي صلى الله عليه وسلم «يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم. أو قال: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً مَعِيْناً. قال: فشربت وأرضعت ولدها. فقال لها الملك: لا تخافي الضيعة، فإن هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله» .

وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائراً عائفاً، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جرييّن فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا.قال: وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم ولكن لا حقَّ لكم في الماء عندنا. قالوا: نعم.قال عبد الله بن عبَّاس قال النبي صلى الله عليه وسلم: « فألفى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تحب الأنس، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم. وشبَّ الغلام وتعلّم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك، زوّجوه امرأة منهم. وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل، يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه؟ فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بشرٍّ نحن في ضيق وشدّةٍ وشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟ فقالت: نعم جاءنا شيخ كذا كذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك غيّر عتبة بابك. قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، فالحقي بأهلك، وطلقها وتزوَّج منهم أخرى، ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله. ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه؟ فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله عز وجل، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولم يكن لهم يومئذ حب. ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك. ثم ما لبث عنهم ما شاء الله. ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نَبْلاً له تحت دوحةٍ قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا، كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد. ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك به ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها. قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان» «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» . « قال: فجعلا يبنيان، حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: » «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» .
ثم قال: حَدَّثَنا عبد الله بن محمد، حَدَّثَنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، حَدَّثَنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: لما كان من إبراهيم وأهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شَنَّةٌ فيها ماء. وذكر تمامه بنحو ما تقدم.

وهذا الحديث من كلام ابن عبَّاس وموشح برفع بعضه، وفي بعضه غرابة، وكأنه مما تلقاه ابن عبَّاس عن الإسرائيليات، وفيه أن إسماعيل كان رضيعاً إذ ذاك.

وعند أهل التوراة أن إبراهيم أمره الله بأن يختن ولده إسماعيل، وكل من عنده من العبيد، وغيرهم، فختنهم، وذلك بعد مضي تسع وتسعين سنة من عمره، فيكون عمر إسماعيل يومئذ ثلاث عشرة سنة، وهذا امتثال لأمر الله عز وجل في أهله، فيدل على أنه فعله على وجه الوجوب، ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أنه واجب على الرجال كما هو مقرر في موضعه.

وقد ثبت في الحديث الذي رواه البُخَاريّ: حَدَّثَنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم» .

تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد، وتابعه عجلان عن أبي هريرة، ورواه مُحَمْد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهكذا رواه مسلم عن قتيبة به.

وفي بعض الألفاظ: «اختتن إبراهيم بعد ما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم» والقدوم هو الآلة، وقيل: موضع.

وهذا اللفظ لا ينافي الزيادة على الثمانين. والله أعلم لما سيأتي من الحديث عند ذكر وفاته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه قال اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة» . رواه ابن حيان في «صحيحه» .

وليس في هذا السياق ذكر قصة الذبيح، وأنه إسماعيل، ولم يذكر في قدمات إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث مرات، أولاهن بعد أن تزوج إسماعيل بعد موت هاجر، وكيف تركهم من حين صِغَر الولد على ما ذكر إلى حين تزويجه لا ينظر في حالهم. وقد ذكر أن الأرض كانت تنطوي له، وقيل إنه كان يركب البراق إذا سار إليهم، فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم وهم في غاية الضرورة الشديدة والحاجة الأكيدة؟!

وكأن بعض هذا السياق متلقى من الإسرائيليات ومطرز بشيء من المرفوعات ولم يذكر فيه قصة الذبيح، وقد دللنا على أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح في سورة الصافات.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www-alolemy-com.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 1696
تاريخ التسجيل : 26/04/2017
العمر : 37
الموقع : محافظة الشرقىة جمهورية مصر العربية

قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: تابع قصة إسماعيل عليه السلام    قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 23, 2022 12:11 am


﴿ (17) قصة الذبيح ﴾
۞۞۞۞۞۞۞


قال الله تعالى: «وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي، رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ، فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يا أبتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ، سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ، وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِين، وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ» .

يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً، فبشّره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام، لأنه أول من ولد له على رأس ستٍ وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل، لأنه أول ولده وبكره.

وقوله «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» أي شبَّ وصار يسعى في مصالحه كأبيه. قال مجاهد: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» أي شبَّ وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل.

فلما كان هذا رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا. وفي الحديث عن ابن عبَّاس مرفوعاً «رؤيا الأنبياء وحيٌ» . قاله عبيد ابن عمير أيضاً.

وهذا اختبار من الله عز وجل لخليلهِ في أن يذبح هذا الوزير العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك وتركها هناك، ثقة بالله وتوكلاً عليه، فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً، ورزقهما من حيث لا يحتسبان.

ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه، وهو بكره ووحيده، الذي ليس له غيره، أجاب ربَّه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته.

ثم عرض ذلكَ على ولده ليكونَ أطيب لقلبهِ وأهون عليه، من أن يأخذه قَسْراً ويذبحه قهراً «قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى» .

فبادر الغلام الحليم، سر والده الخليل إبراهيم، فقال: «يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ» . وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد.قال الله تعالى: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ» قيل: أسلما، أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك. وقيل: وهذا من المقدم والمؤخر، والمعنى «تَلَّهُ لِلْجَبِينِ» ، أي ألقاه على وجهه. قيل: أراد أن يذبحه من قفاه، لئلا يشاهده في حال ذبحه، قال ابن عبَّاس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك. وقيل: بل أضجعه كما تضجع الذبائح، وبقي طرف جبينه لاصقاً بالأرض. «وأسلما» أي سمى إبراهيم وكبر، وتشّهد الولد للموت. قال السُّدِّي وغيره: أمَرَّ السّكين على حلْقِهِ فلم تقطع شيئاً، ويقال جعل بينها وبين حلقه صفيحة من نحاس والله أعلم.

فعند ذلك نودي من الله عز وجل: «أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا» . أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك. وبدّلك ولدك للقربان، كما سمحت ببدنك للنيران، وكما مالك مبذول للضيفان، ولهذا قال تعالى: «إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ» . أي الاختبار الظاهر البين.

وقوله: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم» . أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يَسَّرَهُ الله تعالى له من العوض عنه.

والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن، رآه مربوطاً بسمرة في ثبير. قال الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: كبش قد رعى في الجنَّة أربعين خريفاً. وقال سعيد بن جبير: كان يرتع في الجنَّة حتى تشقق عنه ثبير، وكان عليه عِهْنٌ أحمر. وعن ابن عبَّاس: هبط عليه من ثبير كبش أعين، أقرن، له ثغاء، فذبحه، وهو الكبش الذي قرّبه ابن آدم فتقبل منه. رواه ابن أبي حاتم.قال مجاهد: فذبحه بمنى وقال عبيد بن عمير ذبحه بالمقام.

فأما ما روي عن ابن عبَّاس أنه كان وَعْلاً. وعن الحسن أنه كان تيساً من الأروى، واسمه جرير، فلا يكاد يصح عنهما.

ثم غالب ما ها هنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات. وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر وأنه فُدِيَ بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشاً.قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا سفيان، حَدَّثَنا منصور، عن خاله نافع، عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني امرأة من بني سليم ولّدَتْ عامة أهل دارنا، قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة، وقالت مرّة إنها سألت عثمان لِمَ دعاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني كنت رأيت قَرْبَي الكبش حين دخلت البيت، فنسيت أن آمرك أن تخمرها فخمرها، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي» .قال سفيان: لم يزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا.

وكذا روى عن ابن عبَّاس : أن رأس الكبش لم يزل معلقاً عند ميزاب الكعبة قد يبس.

وهذا وحده دليل على أن الذبيح إسماعيل، لأنه كان هو المقيم بمكة. وإسحاق لا نعلم أنه قدمها في حال صغره والله أعلم.

وهذا هو الظاهر من القرآن بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده «وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ» . ومن جعله حالا فقد تكلف، ومستنده انه إسحاق إنما هو إسرائيليات، وكتابهم فيه تحريف، ولا سيما هاهنا قطعاً، ولا محيد عنه، فإن عندهم أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة من المعربة بكْره إسحاق، فلفظة إسحاق هاهنا مقحمة مكذوبة مفتراة، لأنه ليس هو الوحيد ولا البكر. إنما ذاك إسماعيل.

وإنما حملهم على هذا حسد العرب، فإن إسماعيل أبو العرب الذين يسكنون الحجاز، الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل، الذي ينتسبون إليه فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم، فحرفوا كلام الله وزادوا فيه، وهم قوم بُهْتٌ، ولم يقرّوا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.

وقد قال بأنه إسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم. وإنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار، أو من صحف أهل الكتاب.

وليس في ذلك حديثٌ صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز، ولا يفهم هذا من القرآن، بل المفهوم، بل المنطوق، بل النص، عند التأمل على أنه إسماعيل.

وما أحسن ما استدل به ابن كعب القرظي على أنه إسماعيل، وليس بإسحاق من قوله «فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ» قال: فكيف تقع البشارة بإسحاق وانه سيولد له يعقوب، ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد له؟

هذا لا يكون، لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله أعلم.

وقد اعترض السهيلي على هذا الاستدلال بما حاصله أن قوله «فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ » جملة تامة وقوله «وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ» جملة أخرى ليست في حيز البشارة. قال لأنه لا يجوز من حيث العربية أن يكون مخفوضاً، إلا أن يعاد معه حرف الجر، فلا يجوز أن يقال مررت بزيد ومن بعده عمر وحتى يقال ومن بعده بعمر. وقال: فقوله: «وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ» . منصوب بفعل مضمر تقديره «ووهبنا لإسحاق يعقوب» .

وفي هذا الذي قاله نظر.

ورجّح أنه إسحاق واحتج بقوله «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» قال: وإسماعيل لم يكن عنده إنما كان في حال صغره هو وأمه بجبال مكة، فكيف يبلغ معه السعي؟

وهذا أيضاً فيه نظر لأنه قد روي أن الخليل كان يذهب في كثير من الأوقات راكباً البراق إلى مكة، يطلع على ولده وابنه ثم يرجع والله تعالى أعلم.

فممن حكى القول عنه بأنه إسحاق كعب الأحبار. وروى عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشَّعبي ومقاتل وعبيد بن عمير وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبد الله بن شقيق والزهري والقاسم وابن أبي بردة ومكحول وعثمان بن حاضر والسُّدِّي والحسن وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط، وهو اختيار ابن جرير، وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عبَّاس.

ولكن الصحيح عنه - وعن أكثر هؤلاء - أنه إسماعيل عليه السلام. قال مجاهد وسعيد والشَّعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عبَّاس هو إسماعيل عليه السلام.

وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبَّاس أنه قال: المفدى إسماعيل. وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.

وقال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه هو إسماعيل. وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن الذبيح؟ فقال: الصحيح أنه إسماعيل عليه السلام.قال ابن أبي حاتم وروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن المُسَّيب وسعيد ابن جبير والحسن ومجاهد والشَّعبي ومُحَمْد بن كعب وأبي جعفر مُحَمْد بن علي وأبي صالح أنهم قالوا: الذبيح هو إسماعيل عليه السلام. وحكاه البغوي أيضاً عن الربيع بن أنس والكلبي وأبي عمرو بن العلاء.

قلت وروي عن معاوية، وجاء عنه أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الذبيحين، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز ومُحَمْد بن إسحاق بن يسار وكان الحسن البصري يقول: لا شك في هذا.

وقال مُحَمْد بن إسحاق عن بريدة عن سفيان بن فروة الأسلمي عن مُحَمْد بن كعب أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام، يعني استدلاله بقوله بعد ذكر القصة: «فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ» فقال له عمر: إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما قلت.

ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهودّياً فأسلم وحسن إسلامه، وكان يرى أنه من علمائهم، قال: فسأله عمر بن عبد العزيز أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين، وإن اليهودَ لتعلم بذلك، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه، والفضل الذي ذكره الله منه لصبره، لما أمر به. فهم يجحدون ذلك، ويزعمون أنه إسحاق، لأن إسحاق أبوهم.

وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلتها وآثارها في كتابنا التفسير ولله الحمد والمنة.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www-alolemy-com.yoo7.com
Admin
Admin



المساهمات : 1696
تاريخ التسجيل : 26/04/2017
العمر : 37
الموقع : محافظة الشرقىة جمهورية مصر العربية

قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: تابع قصة إسماعيل عليه السلام    قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 23, 2022 12:29 am


﴿ (28) ذكر إسماعيل عليه السلام ﴾
۞۞۞۞۞۞۞


وقد كان للخليل بنون كما ذكرنا، ولكن أشهرهم الأخوان النبيان العظيمان الرسولان أسنهما وأجلهما، الذي هو الذبيح على الصحيح إسماعيل بكر إبراهيم الخليل من هاجر القبطية المصرية عليها السلام، من العظيم الخليل.

ومن قال: إن الذبيح هو إسحاق فأنما تلقاه من نقلة بني إسرائيل الذين بدّلوْا وحرّفوا وأوّلوا التوراة والإنجيل، وخالفوا ما بأيديهم في هذا من التنزيل. فإن إبراهيم أمر بذبح ولده البكر. وفي رواية الوحيد.

وأيا ما كان فهو إسماعيل بنص الدليل، ففي نص كتابهم إن إسماعيل ولد، ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة. وإنما ولد إسحاق بعد مضي مائة سنة من عمر الخليل، فإسماعيل هو البكر لا محالة، وهو الوحيد صورة ومعنى على كل حالة.

أما في الصورة فلأنه كان ولده أزيد من ثلاثة عشر سنة، وأم أنه وحيد في المعنى فإنه هو الذي هاجر به أبوه ومعه أمه هاجر، وكان صغيراً رضيعاً فيما قيل، فوضعهما في وهاد جبال فاران، وهي الجبال التي حول مكة، نعم المقيل، وتركهما هنالك ليس معهما من الزاد والماء إلا القليل، وذلك ثقة بالله وتوكلاً عليه، فحاطهما الله تعالى بعنايته وكفايته، فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل.

فهذا هو الولد الوحيد في الصورة والمعنى، ولكن أين من يتفطّن لهذا السِّر، وأين من يحل بهذا المحل، والمعنى لا يدركه ويحيط بعلمه إلاّ كل نبيه نبيل.

وقد أثنى الله تعالى عليه فوصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة والأمر بها لأهله، ليقيهم العذاب مع ما كان يدعو إليه من عبادة رب الأرباب. قال الله تعالى: «فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ» فطاوع أباه على ما إليه دعاه، ووعده بأن سيصبر فوفى بذلك وصبر على ذلك.

وقال تعالى: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيّاً، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً» .
وقال تعالى: «وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ، إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ» وقال تعالى: «وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنْ الصَّالِحِينَ» وقال تعالى: «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ» الآية.

وقال تعالى: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ» الآية. ونظيرتها من السورة الأخرى.
وقال تعالى: «أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ» . الآية.

فذكر الله عنه كل صفة جميلة وجعله نبيه ورسوله، وبرأه من كل ما نسب إليه الجاهلون. وأمر بأن يؤمن بما أنزل عليه عباده المؤمنون.

وذكر علماء النسب وأيام الناس: أنه أول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسَّها وركبها. وقد قال سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه حَدَّثَنا شيخ من قريش، حَدَّثَنا عبد الملك بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتّخذوا الخيل واعتقبوها فإنها ميراث أبيكم إسماعيل» .

وكانت هذه العراب وحوشاً فدعا لها بدعوته التي كان أعطي فأجابته. وإنه أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين نزلوا عندهم بمكة من جرهم، والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من العرب قبل الخليل.قال الأموي: حدثني علي بن المغيرة، حَدَّثَنا أبو عبيدة، مسمع ابن مالك عن مُحَمْد بن علي بن الحسين، عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة» ، فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار، هكذا أبو جرى حدثني.

وقد قدمنا أنه تزوج لما شبَّ امرأة من العماليق، وأن أباه أمره بفراقها ففارقها. قال الأموي: هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليق. ثم نكح غيرها فأمره أن يستمر بها فاستمر بها، وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وقيل هذه ثالثة فولدت له اثني عشر ولدا ذكراً. وقد سمّاهم مُحَمْد بن إسحاق رحمه الله، وهم نابت، وقيذر وازبل، وميشى، ومسمع، وماش، ودوصا، وآرر، ويطور، ونبش، وطيما، وقيذما. وهكذا ذكرهم أهل الكتاب في كتابهم. وعندهم أنهم الاثنا عشر عظيماً المبشر بهم المتقدم ذكرهم. وكذبوا في تأويلهم ذلك.

وكان إسماعيل عليه السلام رسولاً إلى أهل تلك الناحية، وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن صلوات الله وسلامه عليه. ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته نسمة من ابن أخيه العيص بن إسحاق، فولدت له الروم. ويقال لهم بنو الأصفر لصفرةٍ كانت في العيص. وولدت له اليونان في أحد الأقوال. ومن ولد العيص الأشبان قيل منهما أيضاً. وتوقف ابن جرير رحمه الله.

ودفن نبي الله إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه هاجر، وكان عمره يوم مات مائة وسبعاً وثلاثين سنة. وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: شكى إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حرَّ مكة، فأوحى الله إليه أنى سأفتح لك باباً إلى الجنَّة، إلى الموضع الذي تدفن فيه يجري عليك روحها إلى يوم القيامة.

وعربُ الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه نابت وقيذار.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www-alolemy-com.yoo7.com
 
قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص الأنبياء قصة أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام
» فى رحاب المولد النبوي ,(8) ولاة البيت من ولد إسماعيل عليه السلام
» قصص الأنبياء قصة آدم عليه السلام
» قصص الأنبياء قصة لوط عليه السلام
» قصص الأنبياء قصة نوح عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العليمى للثقافة :: أهلا بكم :: إسلاميات متنوعة-
انتقل الى: