أحداث
عدل
60هـ - حركة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب من مكة إلى الكوفة.
238هـ - محمد بن عبد الرحمن يتولى حكم الدولة الأموية في الأندلس خلفًا لأبيه عبد الرحمن بن الحكم.
1148هـ - الروس يستولون بشكل مفاجئ على «قلعة أزاق» من الدولة العثمانية، مما تسبب في إعلان العثمانيين الحرب على الإمبراطورية الروسية بعد حوالي شهر من الزمن.
1359هـ - بداية الاحتلال الإيطالي لإرتريا.
1387هـ - نشوب معركة الكرامة في الأردن بين القوات الإسرائيلية والأردنية.
1424هـ - اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف مع اثنين من مرافقيه في قطر، إثر تعرض سيارته لانفجار بالعاصمة القطرية الدوحة على يد عميلين من المخابرات الروسية.
1430هـ - ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين يعين سمير زيد الرفاعي رئيسًا للوزراء خلفًا لنادر الذهبي.
1431هـ - إجراء انتخابات مجلس الشعب المصري والتي يتنافس فيها ما يقارب الخمسة آلاف مرشح.
1438هـ - فوز حليمة يعقوب بِرئاسة سنغافورة بعد اعتبارها المُرشَّح الوحيد المُؤهَّل لِهذا المنصب، لِتُصبح بذلك أوَّل امرأة تتولَّى رئاسة دولتها.
1442هـ - اليونيسكو تصنف السلط في وسط الأردن ضمن مواقع التراث العالمي.
مواليد
عدل
1317هـ - عباس فارس، ممثل مصري.
1356هـ - نادية عزت، ممثلة مصرية.
1364هـ - فاطمة عمارة، ممثلة مصرية.
1389هـ - نور الدين مرسلي، عداء جزائري.
1391هـ -
غادة شبير، مغنية لبنانية.
حسين الخضري، لاعب كرة قدم ومقدم برامج رياضية كويتي.
1412هـ - غزلان، ممثلة كويتية.
وفيات
عدل
60هـ - ميثم التمار، أحد الصحابة المقربين من علي بن أبي طالب وأهل بيته.
334هـ - محمد بن طغج الإخشيد، مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر والشام.
481هـ - عبد الله الأنصاري، فقيه ومحدث ومفسر ومتصوف مسلم.
565هـ - قطب الدين مودود، ملك الموصل وسنجار ومجاهد ضد الصليبيين.
1335هـ - حسين كامل، سلطان مصر في عهد الاحتلال البريطاني.
1377هـ - محمد أمين زكي، كاتب ومؤرخ عراقي كردي.
1410هـ - عمر أبو ريشة، شاعر سوري.
1424هـ - سليم خان ياندرباييف، رئيس الشيشان.
1428هـ - جمال بدوي، كاتب ومؤرخ مصري.
1430هـ - عثمان جوريو، شاعر ورجل مقاومة مغربي.
تعليق المنتدى على الأحداث
معركة الكرامة
معركة الكرامة هي اشتباك مسلح لمدة 15 ساعة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والقوات المسلحة الأردنية، ومنظمة التحرير الفلسطينية في بلدة الكرامة الأردنية في 21 مارس 1968 أثناء حرب الاستنزاف، حين حاولت قوات الكيان الصهيوني احتلال نهر الأردن لأسباب يعتبرها إستراتيجية. وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدى لها الجيش الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.[4] وفي قرية الكرامة اشتبك الجيش العربي والفدائيون[5] مع القوات الإسرائيلية، في معركة استمرت قرابة الخمسين دقيقة. واستمرت بعدها المعركة بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الإسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون تحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه.
معركة الكرامة
جزء من حرب الاستنزاف تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
Al Karamah Battle field.png
خارطة سير المعركة
معلومات عامة
وتكتسب معركة الكرامة أهمية كبيرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر. إذ تعدُّ نقطة تحوّل باتجاه سيطرة العمل الفدائي الفلسطيني -وخصوصاً حركة فتح- على الساحة السياسية الفلسطينية وعلى منظمة التحرير الفلسطينية. وقد أدت إلى ترسيخ الوجود الفدائي شرقي الأردن وأعطته زخماً شعبياً كبيراً فلسطينياً وعربياً. كما أسهمت في تكريس خيار «حرب العصابات» و«حرب التحرير الشعبية» ضدّ الكيان الصهيوني، بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران/يونيو 1967 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء.[6]
جذور الصراع وأسبابه
عدل
بعد احتلال الكيان الصهيوني للـضفة الغربية من نهر الأردن في حرب 1967،[7] نشطت مجموعات من الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الغور الشرقي، وكانت هجمات الفدائيين تنجز بدون تنسيق مسبق مع الجيش الأردني. وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل، تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينين عبر نهر الأردن فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب، وبناء عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 بين جسر الملك حسين وجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.
شكلت حرب 1967 صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي انتظرت بفارغ الصبر طوال 19 عاماً (منذ 1948) ما كانت تَعِدُ به الأنظمة العربية من القضاء على الكيان الإسرائيلي. ولذلك أضعفت هذه الحرب الثقة بالأنظمة وجيوشها، وسعى الفلسطينيون إلى أخذ زمام المبادرة بأيديهم، وعدم انتظار تحقّق شعارات «الوحدة طريق التحرير» و«قومية المعركة» التي كانت سائدة من قبل، فضلاً عن انحسار الآمال تجاه جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة والتحرير. وتكرست بشكل أكبر الهوية الوطنية الفلسطينية، وتطلعت الأنظار إلى المنظمات الفدائية الفلسطينية كبديل أفضل.[6]
الموقع
عدل
جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من نهر الأردن. نسبت المعركة إلى قرية الكرامة التي حدثت أهم الاشتباكات فيها وقربها، وتقع قرية الكرامة في الجزء الشرقي من غور نهر الأردن وهي منطقة زراعية منخفضة جغرافياً اشتهرت ببساتينها الكبيرة وخضرتها الدائمة وكانت تسمى بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة وتعتبر هذه المنطقة سلة الغذاء الأردني ويعتمد 95% من سكان هذه المنطقة على الزراعة.
تاريخ المنطقة ضارب في القدم، تعاقبت عليها ممالك كثيرة كالأدومية والمؤابية والعمونية والآرامية والأشورية ومملكة الأنباط واليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى جاء الفتح الإسلامي، فعلى أرضها الكثير من مقامات الصحابة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وضرار بن الأزور، وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وغيرهم.[8] وقد جاء في القرآن (غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ) والمقصود انتصار الفرس على الروم في هذه المنطقة التي تعد أدنى بقعة على سطح الأرض كما ذكر المفسرون.[9]
أهداف المعركة
عدل
بحسب الرواية الأردنية
عدل
تؤكد المصادر الأردنية أن هدف إسرائيل من الحرب ليس هو الهجوم بغرض تدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة، بل أن الهدف الحقيقي هو احتلال المرتفعات الشرقية من الأردن والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل، ولأن إسرائيل كانت ترغب في توسيع حدودها وضم أراضي جديدة من الأردن إليها، بالإضافة إلى محاولة إسرائيل احتلال أراض أردنية واقعة شرقي النهر والتمسك بها بقصد المساومة عليها نظراً للأهمية الاستراتيجية لهذه المرتفعات.[10]
تمهيدا لهجوم الواسع قامت إسرائيل بهجمات عديدة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي، على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار 1968. كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهييء المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي نهر الأردن. فقد بنوا توقعاتهم على أساس:
القضاء نهائيا على الفدائيين الفلسطينيين (فتح العاصفة بقيادة أبو عمار والجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش).
أنه لم يمض وقت طويل على هزيمة الجيوش العربية والشعور بأن جيشهم لا يهزم.
لم يتسن الوقت للجيش الأردني إعادة تسليح قواته أو تعويض خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
عدم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في سلاح الجو مما يحرم القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق أي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية.[11] وقد أعلن الكيان الصهيوني أنهم قاموا بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، والقضاء على حلم العودة لدى الشعب الفلسطيني.
محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمني للكيان الصهيوني تماما كما فعلت في مرتفعات الجولان، وكما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار.
زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967.[12]
القوات المتحاربة
عدل
الأردن
عدل
كانت القوات المسلحة الأردنية المشاركة في المعركة مكونة من: فرقة المشاة الأولى والتي أوكل لها مهمة الدفاع عن المنطقة الوسطى والجنوبية من سيل الزرقاء شمالاً وحتى العقبة جنوباً، وكانت موزعة كما يلي: لواء حطين ويحتل مواقع دفاعية على مقترب ناعور، لواء الأميرة عالية ويحتل مواقع دفاعية على مقترب وادي شعيب، لواء القادسية ويحتل مواقع دفاعية على مقترب العارضة، ويساندهم لواء الأمير الحسن بن طلال المدرع 60، وفرقة المشاة الأولى التي توزعت إحدى كتائبها على الألوية، وكتيبة بدور الاحتياط للجيش في منطقة طبربور، تساند الفرقة 3 كتائب مدفعية ميدان وسرية مدفعية ثقيلة، تساند الفرقة كتيبة هندسة ميدان.[13][14][15]
كانت القوات بقيادة مشهور حديثة الجازي الخرشا وهو سياسي وعسكري أردني تولّى قيادة ما عرف بالجبهة الشرقية عام 1965 وبعد نكسة حزيران 1967 كُلِّف بقيادة الفرقة الأولى التي كانت في طليعة القوات لمواجهة العدوان الصهيوني على الأردن ورده على أعقابه في معركة الكرامة في 21 آذار 1968.[16][17][16]
إسرائيل
عدل
بحسب المعلومات التي توفرت من مصادر الاستخبارات الأردنية ومشاهدة أرض المعركة قدر حجم القوات الإسرائيلية المشاركة بالمعركة كما يلي: فرقة مدرعة مع أسلحتها المساندة بالإضافة إلى سلاح الجو واللواء المدرع السابع، اللواء المدرع 60، لواء المشاة الآلي 80، كتيبة مظليين من لواء المظليين 35، خمس كتائب مدفعية ميدان ومدفعية ثقيلة، أربعة أسراب من الطائرات المقاتلة من طراز ميراج ومستير، وعدد من طائرات الهيلوكبتر القادرة على نقل كتيبتين دفعة واحدة، كتيبة هندسة مدرعة.[13]
المعركة
عدل
قادة معركة الكرامة بحسب الموسوعة المصورة الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 مارس 1968، حين هاجمت القوات الإسرائيلية ثلاثة جسور في وقت واحد، قام المهندسون العاملون في القوات الإسرائيلية ببناء جسر عائم في الشمال كي تتمكن القوات من عبور النهر. توغلت رؤوس الحربة الإسرائيلية عبر جسر اللنبي وتقدمت باتجاه الشونة الجنوبية (شونات نمرين).
واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك.[18]
مقتربات المعركة
عدل
كانت المقتربات كالتالي:
مقترب العارضة: ويأتي من جسر الأمير محمد (غور داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط.[19]
مقترب وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك حسين (اللنبي سابقاً) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط.[18]
مقترب سويمة: ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان.[20]
محور غور الصافي: ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.[18]
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات ودبابات وتساندهم على كل مقترب وحدات من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات. مما قد يدل أن معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث استخدم الصهاينة كافة أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها.[18]
مقتربات القتال
عدل
القتال في منطقة المثلث المصري
حشد الجيش الإسرائيلي لتلك المعركة اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وأن نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام 1966 واللواء المدرع 60، ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، وعشرين طائرة هليكوبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية 155 ملم و 105 ملم، بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع القوات الأردنية على امتداد خط وقف إطلاق النار، وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة، بالإضافة إلى قوة الهجوم التي استخدمها في غور الصافي، وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية، تم حشد هذه القوات في منطقة أريحا، ودفع بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة، حيث كان تقربه ليلاً.
بدأ الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على الجسور الثلاثة عبر مقتربات القتال الرئيسة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي طريق جسر داميا (الأمير محمد) وتؤدي إلى المثلث المصري، ثم يتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان وطريق أريحا ثم جسر الملك حسين –الشونة الجنوبية وادي شعيب – السلط – عمان ثم جسر الأمير عبد الله (سويمة، ناعور) عمان. وفي فجر يوم 21 آذار 1968 انطلقت المدافع وانطلقت الأصوات على الأثير عبر الأجهزة اللاسلكية تعلن بدء الهجوم الإسرائيلي عبر النهر على المملكة الأردنية.
بداية المعركة
عدل
لم تستطع القوات الإسرائيلية العبور حسب المقتربات المخصصة لها. ودليل ذلك أن القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام المبادرة مما أربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة.
القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)
عدل
اندفعت القوات العاملة على هذا الجسر تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات والرشاشات المتوسطة فتصدى لها كتائب الجيش الموجودين شرق الجسر مباشرة ودارت معركة عنيفة تمكن الجيش الأردني من تدمير عدد من دبابات الجيش الإسرائيلي وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التوقف والانتشار.
عندها حاولت القوات المهاجمة إقامة جسرين إضافيين، إلا أنه فشلت بسبب كثافة الهجوم من قبل القوات الأردنية على مواقع العبور، ثم كررت اندفاعها ثانية وتحت ستار من نيران الجو والمدفعية إلا أنه تم إفشال الهجوم أيضاً وعند الظهيرة اضطر الجيش الإسرائيلي مجبرا على الانسحاب والتراجع غرب النهر تاركاً العديد من الخسائر بالأرواح والمعدات.
القتال على مقترب جسر الملك حسين
عدل
جنود مظليون إسرائيلون في طريقهم إلى بلدة الكرامة ويظهر في الصورة الدخان المتصاعد نتيجة القصف على البلدة.
لقد كان الهجوم الرئيسي موجهاً نحو الشونة الجنوبية وكانت قوات الإسرائيليين الرئيسة المخصصة للهجوم مركزة على هذا المحور الذي يمكن التحول منه إلى بلدة الكرامة والرامة والكفرين جنوباً، واستخدم الجيش الإسرائيلي في هذه المعركة لواءين (لواء دروع ولواء آلي) مسندين تساندهما المدفعية والطائرات.
ففي صباح يوم الخميس 21 آذار دفع الجيش الإسرائيلي بوحدة دبابات لعبور الجسر، واشتبكت مع قوات الجيش الأردني من الجسر، إلا أن قناصي القوات الأردنية تمكنوا من تدمير تلك الوحدة، بعدها قام الجيش الإسرائيلي بقصف شديد ومركز على المواقع ودفع بكتيبة دبابات وسرية محمولة، إلا أن الجيش الإسرائيلي دفع بوحدات أخرى من دروعه ومشاته، وبعد قتال مرير استطاع الجيش الأردني هزيمة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
واستطاع الجيش الإسرائيلي إنزال الدفعة الأولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه الدفعة فوجئت بالقوات الأردنية التي كانت منتشرة في المنطقة وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح وتم إفشالها، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إنزال دفعة أخرى تمكنت هذه الأخيرة من الوصول إلى بلدة الكرامة وبدأت بعمليات تدمير لبنايات البلدة، واشتبكت مع القوات الأردنية المتواجدة هناك في قتال داخل المباني، وفي هذه الأثناء استمر الجيش الإسرائيلي بمحاولاته في الهجوم على بلدة الشونة الجنوبية، وكان الجيش الأردني لهم بالمرصاد يتصدون له في كل مرة، ويوقعوا به المزيد من الخسائر، وعندما اشتدت ضراوة المعركة طلب الجيش الإسرائيلي ولأول مرة وقف إطلاق النار، رفض الملك الحسين بن طلال وقف إطلاق النار، وحاول الجيش الإسرائيلي الانسحاب إلا أن القوات الأردنية تدخلوا في عملية الانسحاب وحولوه إلى انسحاب غير منظم فترك الجيش الإسرائيلي عدداً من آلياته وقتلاه في أرض المعركة.
ومن مجريات المعركة في المنطقة أن القوات الغازية اخترقت المحور الشمالي (داميا- عارضة- عباد والمحور الأوسط- جسر الملك حسين الشونة الجنوبية) مما أدى إلى التقاء الجيش الأردني مع الجيش الصهيوني في منطقة الكرامة حيث تصدى له والتحموا بالسلاح الأبيض. بينما كان المحور الثالث هو محور ناعور سويمة، هذا المحور والذي يحتوي على طريق مؤدية إلى العاصمة عمان حيث استطاع الجيش الأردني صد جيش الجيش الإسرائيلي وعدم السماح له بتجاوز نهر الأردن شرقا حيث قال المحيسن: «لقد قام الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر بمحاولة العبور إلى داخل هذا المحور منذ بدء المعركة حتى التاسعة صباحا ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل ولم يستطع تكرارها، ولو اجتاز الجيش الإسرائيلي هذا المحور لأصبحت مرتفعات ناعور والسلط كمرتفعات هضبة الجولان حاليا».
القتال على مقترب جسر الملك عبد الله
عدل
حاول العدو القيام بعملية عبور من هذا المقترب باتجاه (ناعور – عمّان) وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة إلا أنه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد أن دمرت وحدات الجيش الأردني معظم معدات التجسير التي حاول الجيش الإسرائيلي استخدامها في عملية العبور.
وفي محاولة يائسة من الإسرائيلين لمعالجة الموقف قام الجيش الإسرائيلي بفصل وحدات من قواته العاملة على مقترب وادي شعيب ودفعها إلى مثلث الرامة شرق الجسر لتحاصرها، إلا أنها وقعت في الحصار وتعرضت إلى هجوم عنيف وشديد من الجيش الأردني أدى إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.
ومن مجريات المعركة في المنطقة تمكن الجيش الإسرائيلي من دفع كتيبة دبابات من الشونة إلى المفرق طريق الكفرين الرامة سويمة ناعور وشطروا وحدتي إلى شطرين قوات الحجاب الملاصقة لجسر الأمير عبد الله وعقدة الدفاع الرئيسية المتمركزة في منخفضي جبال صياغة غربا وجبال العدسية بالتحديد في مصب وادي المحترقة".
مقترب غور الصافي
عدل
لقد حاول الإسرائيليون تشتيت جهد القوات الأردنية ما أمكن،[3] وإرهاب سكان المنطقة وتدمير منشآتها، مما حدا به إلى الهجوم على مقترب غور الصافي بألوية من دباباته ومشاته الآلية، ممهداً بذلك بحملة إعلامية نفسية مستخدماً المناشير التي كان يلقيها على السكان يدعوهم فيها إلى الاستسلام وعدم المقاومة، كما قام بعمليات قصف جوي مكثف على القوات الأردنية، إلا أن كل ذلك قوبل بدفاع عنيف من قبل الجيش الأردني، وبالتالي أجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.
الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة
عدل
كان الهدف من عملية الإنزال التي قامت بها القوات الإسرائيلية شرقي بلدة الكرامة تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر بالإضافة لتدمير بلدة الكرامة، خاصة عندما لم تتمكن من زج أية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الملكي وهذا دليل قاطع على أن الخطط الدفاعية التي خاضت قوات الجيش العربي الأردني معركتها الدفاعية من خلالها كانت محكمة وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف والدقيق إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية، وفي عمقها كانت عملية الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة، حيث كان قسم من الفدائيين الفلسطينيين يعملون فيها كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي أحيانا بناء على رغبة القيادة الأردنية، وبالفعل قام الإسرائيليون بتدمير بلدة الكرامة بعد أن اشتبكوا مع القوات الأردنية وبعض من المقاتلين من الفدائيين الذين بقوا في البلدة والذين يسجل لهم دورهم بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة.
اتساع جبهة المعركة
عدل
إن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً. هذا في الأغوار الوسطى، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي وغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب، وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لإحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة، بالإضافة إلى ضرورة إحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي[21] وتضليلهم عن الهجوم الرئيسي، وهذا يؤكد أن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم، كما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967.[21]
السيطرة على الجسور
عدل
لقد لعب سلاحا الدروع والمدفعية الأردني وقناصوا الدروع دوراً كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه، وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة، وقد أدى ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة لعنصر المفاجأة، وبالتالي المبادرة، وساهم بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل التعامل معها واستيعابها وتدميرها، وقد استمر دور سلاح الدروع والمدفعية الأردني بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال حرمان الإسرائيليين من التجسير أو محاولة إعادة البناء على الجسور القديمة وحتى نهاية المعركة.
طلب وقف إطلاق النار
عدل
لجأت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار في الساعة 11:30 من يوم المعركة (أي بعد 5 ساعات من بدء المعركة)، لكن الأردن أصر وعلى لسان الملك الحسين عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جندياً إسرائيلياً واحداً شرقي النهر.[13]
البلاغات العسكرية
عدل
صدر خلال المعركة عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أحد عشر بلاغًا عسكريًا ما بين الساعة السادسة صباحًا وحتى الساعة التساعة من مساء يوم المعركة، كانت الهدف من تلك البلاغات هو إبقاء المواطنين على اطلاع بمجريات المعركة وسير العمليات فيها، تحدثت البلاغات الاربعة الأولى عن التقدم الاسرئيلي وعبور قواته (بلهجة الحذر في سرد البيان). ولكن بعد البلاغ العسكري الخامس كانت العبارات المستخدمة في إذاعة البلاغ تصف سيطرة القوات الأردنية على المعركة ومطاردتها القوات الإسرائيلية.[14]
البلاغ العسكري رقم 1:[14]
في صبيحة يوم 21 أذار صدر البيان التالي عن الجيش العربي الأردني: «في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن. جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية، ودمر للعدو حتى الآن أربع دبابات وأعداد من الآليات وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقواته حتى هذه اللحظة.»
البلاغ العسكري رقم 11:[14]
تم تطهير أرضنا من فلول العدو في
تمام الساعة الثامنة والنصف مساء/ وقد توقفت الرماية من قبل العدو. استمرت المعركة مدة خمسة عشر ساعة، قامت أثنائها قواتنا المسلحة بمعارك ضارية مع العدو مبدية من ضروب الشجاعة والتضحية ما يستحق التقدري والإعجاب، بلغت خسائر العدو المنظورة بالمعدات كالتالي:
- تدمير 45 دبابة، تدمير 25 مجنزرة، تدمير 27 آلية مختلفة، اسقاط خمسة طائرات. اما خسائره في الارواح فتقدر بحوالي 200 قتيل ومجموعة كبيرة جدا من الجرحى.
- خسائرنا في الأرواح استشهاد عشرين منهم ستة ضباط، واصابة خمسة وستين شخصا منهم 12 ضابط بجراح، خسائرنا في المعدات تدمير عشرة دبابات، تدمير عشر آليات مختلفة، تدمير مدفعين.