واحذر مناظرة بمجلس خيفة ... حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا ... وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما ... عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا ... فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه ... لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له ... فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع ... ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به ... لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا ... فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة ... فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما ... صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن ... فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ... حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها ... فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا ... فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا ... فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه ... نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه ... شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه ... فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما ... وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا ... يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا ... سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا ... فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن ... متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم ... فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا ... لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما ... يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه ... يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها ... فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية ... أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها ... والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه ... عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى ... سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ... من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع ... من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا ... فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا ... طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ... ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه ... ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله ... إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا ... فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا ... وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها ... تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع ... فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة ... فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع ... لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته ... قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ ... أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها ... سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا ... وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه ... حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها ... قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر ... حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ... ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها ... لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها ... فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ... ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة ... فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه ... والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا ... فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى ... فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب ... لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها ... من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم ... محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد ... وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا ... شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك ... حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا ... هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد ... صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم ... في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها ... بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها ... وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما ... وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا ... وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة ... وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها ... إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه ... أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه ... والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندس ... وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد ... أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور ... من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم ... كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق ... سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها ... شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما ... تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها ... فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا ... فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم ... إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة ... فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى ... من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ... ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر ... إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة ... إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها ... الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا ... وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد ... علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى ... وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره ... لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه ... يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله ... تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد ... يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى ... جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم ... فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم ... والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم ... والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم ... وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق ... مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم ... يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ... ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله ... وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله ... قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر ... فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته ... بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت ... من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك ... وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ... ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ... ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها ... وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا ... والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده ... والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة ... لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه ... فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته ... فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله ... شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه ... صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده ... رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه ... إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا ... مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا ... وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له ... سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه ... حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة ... والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة ... ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده ... أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي ... يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت ... بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه ... ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي ... فالعنه كل إقامة وأذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة ... ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها ... عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله ... حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده ... من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله ... عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى ... بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم ... لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فانه ... قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه ... أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه ... وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم ... عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى ... وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني ... آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم ... حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم ... وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني ... من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت ... أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ... ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا ... اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى ... أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم ... سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا ... والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم ... لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد ... وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم ... لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم ... فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم ... وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم ... فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله ... فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني ... رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة ... أربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ... فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ... فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي ... والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما ... حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا أشعرية إنني ... ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها ... أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ... حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم ... وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة ... فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي ... ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم ... أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما ... وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر ... أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا ... والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد ... في آية من جملة القرآن
هذي الشقاسق والمخارف والهوى ... والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصول ضلالة ... كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
ونعت محارمكم على أمثالكم ... والله عنها صانني وحماني
أني اعتصمت بجبل شرع محمد ... وعضضته بنواجذ الأسنان
اشعرتم يا اشعرية أنني ... طوفان بحر أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ... أنا سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه ... من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى ... من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى ... بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ... ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم ... حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم ... حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم ... غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي ... ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم ... وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم ... وليمنعن جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم ... حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي ... حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم ... فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ... حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم ... غضب النمور وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي ... ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم ... سعطا يعطس منه كل جبان
إني بحمد الله عند قتالكم ... لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي ... وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
وإذا حملت على الكتيبة منكم ... مزقتها بلوامع البرهان
الشرع والقرآن أكبر عدتي ... فهما لقطع حجاجكم سيفان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم ... فهما لكسر رؤوسكم حجران
إن أنتم سالمتم سولمتم ... وسلمتم من حيرة الخذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى ... فنضالكم في ذمتي وضماني
يا اشعرية يا اسافلة الورى ... يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ... بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني ... كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها ... حنقا وغيظا أيما غليان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة ... وأسا علي وعضوا كل بنان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ... ولقيت ربي سرني ورعاني
وأباحني جنات عدن آمنا ... ومن الجحيم بفضله عافاني
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه ... والكل عند لقائهم أدناني
لم أدخر عملا لربي صالحا ... لكن بإسخاطي لكم أرضاني
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا ... أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا المحب لأهل سنة أحمد ... وأنا الأديب الشاعر القحطاني
سل عن بني قحطان كيف فعالهم ... يوم الهياج إذا التقى الزحفان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم ... وها لهم سيفان مسلولان
نصروا بألسنة حداد سلق ... مثل الأسنة شرعت لطعان
سل عنهم عند الجدال إذا التقى ... منهم ومن أضدادهم خصمان
نحن الملوك بنو الملوك وراثة ... أسد الحروب ولا النسا بزوان
يا أشعرية يا جميع من أدعى ... بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة ... من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا ... فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته ... كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة ... هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية ... تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية ... فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ... ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم ... صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا ... أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها ... منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي ... وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة ... مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى ... سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها ... وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي ... مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد ... ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه ... وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم ... رحم الإله صداك يا قحطاني