أحداث عدل
513 هـ - وقوع معركة ساحة الدم بين إمارة أنطاكية والدولة الأرتقية خلال الحروب الصليبية، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة مدوية، ومقتل عدد كبير منهم.
1012 هـ - بيعة أهل فاس لزيدان الناصر بن أحمد سلطانًا على المغرب الأقصى.
1243 هـ - الدولة العثمانية توقع معاهدة أكرمان مع الإمبراطورية الروسية، وتم بموجب هذه المعاهدة توسيع الاستقلال الداخلي لرومانيا وصربيا، كما تقرر بموجبها عدم وجود أي مسلم محلي في قلاع صربيا عدا الجنود العثمانيين.
1294 هـ - الدول الأوروبية الكبرى توقع "بروتوكول لندن" الذي يعرض على الدولة العثمانية تأمين حدودها مقابل إجرائها إصلاحات في الإيالات البلقانية لصالح الرعايا المسيحيين، لكن الدول العثمانية رفضت شروط هذا البروتوكول.
1356 هـ - مصر تنضم لعصبة الأمم.
1382 هـ - انضمام الجزائر إلى جامعة الدول العربية.
1408 هـ - رئيس الوزراء التونسي زين العابدين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة في انقلاب أبيض ويتولى الرئاسة في تونس.
1416 هـ - وزير التصنيع العراقي حسين كامل حسن وأخوه صدام وزوجتيهما رغد ورنا بنات الرئيس العراقي صدام حسين وأبنائهم ينشقون عليه ويلجأون إلى الأردن.
1417 هـ - إسرائيل تعثر، بمساعدة من رجال أمن السلطة الفلسطينية، على جثة الجندي ايلان سعدون بعد أن اختطفه مقاومون من حركة حماس قبل 7 سنوات.
1428 هـ - إيران تفرج عن جنود البحرية الملكية البريطانية الخمسة عشر بعد احتجازهم مدة أسبوعين، لاتهامهم بانتهاك الحدود البحرية الإيرانية.
1430 هـ - محكمة عراقية تحكم على الصحفي منتظر الزيدي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبي، حيث أنه كان قد رمى فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بآخر زيارة له للعراق قبل أن تنتهي فترته الرئاسية.
1432 هـ - وقوع معركة بنغازي أثناء الثورة الليبية على نظام القذافي بين الوحدات العسكرية التابعة لنظام معمر القذافي والثوار المعارضين له.
1438 هـ - اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري في مدينة صفاقس، والذي كان قد عمل على تطوير طائرات بدون طيار وتصنيعها لصالح كتائب القسام التابعة لحركة حماس، ويُرجح أن يكون الموساد الإسرائيلي هو من يقف وراء عملية الاغتيال.
1439 هـ - مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على يد مقاتلين من الحوثيين؛ أثناء فترة المعركة التي قامت في صنعاء.
1441 هـ -
تجدُّد الاحتجاجات اللُبنانيَّة وارتفاع وتيرتها في مُختلف المناطق بُعيد لقاءٍ صحفيٍّ مُتلفزٍ لرئيس الجمهوريَّة ميشال عون، اعتبره المُتظاهرون مُستفزًا للناس، وبعد مقتل أحد المُتظاهرين على يد مُرافقٍ عسكريّ.
انتخاب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، رئيسًا للبرلمان.
مواليد عدل
1347 هـ - أحمد الوائلي، شاعر وعالم دين شيعي عراقي.
1357 هـ - إنعام محمد علي، مخرجة مصرية.
1360 هـ - فؤاد شرف الدين، مخرج وممثل لبناني.
1361 هـ - وليد عيدو، سياسي لبناني.
1384 هـ - شريف شيخ أحمد، رئيس الصومال السابع.
1403 هـ - ريم عبد الرحمن، ممثلة قطرية.
1409 هـ - أمينة خليل، ممثلة مصرية.
وفيات عدل
329 هـ - أبو العباس محمد الراضي بالله، الخليفة العشرون في سلسلة خلفاء الدولة العباسية.
1012 هـ - أحمد المنصور الذهبي، سلطان مغربي من الدولة السعدية.
1035 هـ - محمد حجازي الواعظ، عالم مسلم مصري.
1165 هـ - محمد مقيم الخزاعي، رجل دين وفقيه شيعي من أهل أصفهان.
1194 هـ - محمد بن سليمان الكردي، عالم مسلم حجازي.
1383 هـ - صقر الشبيب، شاعر كويتي.
1388 هـ - أحمد حسن الزيات، من رجال النهضة الثقافية في مصر.
1426 هـ - عيزر فايتسمان، رئيس إسرائيل.
1438 هـ - محمد الزواري، مهندس طيران تونسي.
1439 هـ - علي عبد الله صالح، رئيس اليمن الشمالي السادس ثم رئيس الجمهورية اليمنية الأول.
تعليق المنتدى على الأحداث
معركة ساحة الدم
مقدمة عدل
أسفرت الحملة الصليبية الأولى على المشرق الإسلامي عن قيام أربع إمارات، كانت أسبقهن في الظهور إمارة الرها التي قامت في (ربيع الأول سنة 491 هـ - فبراير 1098 م)، وتلا ذلك قيام إمارة أنطاكية في (رجب 491 هـ - يونيو 1098 م)، ثم مملكة بيت المقدس في (شعبان سنة 492 هـ - يوليو 1099 م)، ثم مملكة طرابلس في (ذي الحجة سنة 502 هـ - يوليو 1109 م).
وكان هذا النجاح اللافت الذي حققته الحملة الصليبية في سنوات معدودة لا يعود إلى خطة محكمة أو إرادة صلبة أو قيادة حكيمة أو عدد وفير أو عتاد هائل بقدر ما كان راجعا إلى تهاون من المسلمين واستخفافهم بعدوهم، وإلى الانشغال بخلافات وأهواء شخصية ومطامح ضيقة ومطامع صغيرة.
وكان ما كان، وألفى المسلمون أنفسهم ورايات الصليب ترفرف على بيت المقدس ومدن الساحل الشامي وهم لا يحركون ساكنا، وعجزت المحاولات التي قام بها بعض قادة المسلمين عن تحرير الأرض المغتصبة وإعادة الحق إلى أهله، وبقي الأمر كما هو عليه، وهو ما جعل الناس يتحركون للبحث عن مخرج من الأزمة، ولكنه كان حراكا ضعيفا اكتفى بالبكاء والعويل، وهذا هو شر سلاح يلجأ إليه الإنسان المكبل بالأغلال، العاجز عن التغيير، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير أبو المظفر الأبيوردي وكان معاصرا لتلك النكبة فقال:
وشر سلاح المرء دمع يفيضه إذ الحرب شبّت نارها بالصوارم
وكيف تنام العين مـلء جفونها على هفوات أيقظـت كل نـائم
وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم ظهور المذاكِي[1] أو بطون القَشاعِم[2]
تسومهم الرومُ الهوانَ وأنتمُ تجرون ذيل الخفض فعل المُسالم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى رماحهم والدين واهي الدعائم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ويغضي على ذل كماة الأعاجم
أنطاكية امارة صليبية عدل
بعد أن تواترت الأنباء بسير الحملة الصليبية الأولى، وأنها في طريقها إلى الشام وأن أنطاكية هي هدفها، أسرع حاكمها "ياغي سيان" بالاستعداد لساعة الحسم، فأعد مدينته كي تتحمل حصارا طويلا، فملأ قلاعها بالمقاتلين والمجاهدين ومخازنها بالمؤن والطعام، وحفر خندقا لحمايتها وتحصينها، وزيادة في الاحتياط أرسل إلى الخليفة العباسي وحكام دمشق وحمص والموصل يطلب منهم النجدة والمساعدة.
وبدأت طلائع الصليبيين تتوافد على المدينة في (شهر ذي القعدة سنة 490 هـ - أكتوبر 1097 م) وضربت حصارا حول المدينة، ودارت عدة اشتباكات خفيفة بين ياغي سيان والصليبيين لم تحسم أمرا أو تغير وضعا، وجاءت أول نجدة للمدينة بعد ثلاثة أشهر من "دقّاق" وإلى دمشق لكنها لم تستطيع تحقيق النصر الكامل وفك حصار المدينة، ولم يكن حظ النجدتين الحلبية والموصلية بأفضل حالا من نجدة دمشق، وانتهى الأمر بسقوط المدينة التي صمدت للحصار نحو تسعة أشهر في (1 رجب 492 هـ - 3 يونيو 1098 م).
دخل الصليبيون المدينة وحصلت مذبحة رهيبة راح ضحيتها أعداد كبيرة من الرجال والنساء، وغرس بوهيمند قائد الحملة علمه القرمزي فوق القلعة إيذانا بسقوط المدينة، في الوقت الذي كانت تدوي فيه صيحات جنود الصليبيين : "إنها إرادة الرب".
الحكم الصليبي لأنطاكية عدل
وهكذا نتيجة لانقسام المسلمين وتفرق كلمتهم استولى الصليبيون على أنطاكية ليقيم فيها بوهيمند النورماندي ثاني إمارة صليبية في الشرق، ويفتح الطريق للاستيلاء على بيت المقدس وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل.
بدأ الحاكم الجديد يرسي أركان إمارته ويثبت دعائمها على حساب جيرانه المسلمين، وتطلع إلى حلب للسيطرة عليها فأعد خطة لها، لكنها لم تنجح في تحقيق هدفه؛ إذ وقع في الأسر في إحدى حملاته العسكرية سنة (493 هـ - 1100 م)، وظل في أسره نحو ثلاثة أعوام، وخرج بعدها ليعاود توسعاته على حساب جيرانه المسلمين المشغولين بقتال بعضهم.
ثم طمع في الاستيلاء على "حران" لتأمين إمارته، واستعد لغزوها، لكنه مني بهزيمة مدوية، راح ضحيتها آلاف من جنده، ووقع في الأسر عدد من أمراء الصليبيين، وأفقدته الهزيمة ثقته وطموحه فآثر العودة إلى إيطاليا، وترك إمارة أنطاكية لابن أخته الأمير تانكرد في (سنة 498 هـ - 1104 م)، وكان رجلا شجاعا وقائدا عسكريا بارعا، استطاع أن يعيد لأنطاكية ما فقدته بعد هزيمتها في حرّان على حساب مدينة حلب.
وصار الأمير تانكرد هو صاحب السلطة في المنطقة الممتدة من جبال طوروس إلى وسط بلاد الشام، وهو ما أزعج حكام الشام المسلمين في دمشق وغيرها، وجعلهم يتطلعون إلى إقامة حلف بينهم لمجابهة هذا الخطر الداهم، لكنه لم يفلح في التصدي والوقوف في وجهه، بسبب الفرقة والحرص على المصالح الشخصية التي جعلت بعضهم يدفع الجزية لأمير أنطاكية عن يد وهم صاغرون، وبعضهم الآخر يدخل معه في حلف ضد إخوانه المسلمين.
وبعد وفاة تانكرد في (8 جمادى الآخرة 506 هـ - 12 ديسمبر 1112 م) خلفه في حكم أنطاكية روجر دي سالرنو (بالإنجليزية :Roger of Salerno)، ولم يكن أقل من سلفه طاقة ومهارة وجرأة، فألحق بالمسلمين هزيمة كبيرة في معركة تل دانيث في (23 من ربيع الآخر سنة 509 هـ - 14 سبتمبر 1115 م). وعد هذا النصر أهم انتصار حققه الصليبيون منذ الحملة الصليبية الأولى.
حلب تحت التهديد عدل
وكانت مدينة حلب ذات أهمية بالغة لمن يريد مجابهة الصليبيين وإيقاف خطرهم؛ بسبب موقعها الحيوي، فهي تقع في مركز حصين بين إمارتين صليبيتين هما إمارة الرها وإمارة أنطاكية الصليبييتين، بالإضافة إلى ما تتمتع به من مزايا بشرية واقتصادية وخطوط مواصلات، تسمح بالاتصال بالقوى الإسلامية المنتشرة في الجزيرة والفرات والأناضول وشمالي الشام وأوسطه مما يعد أساسيا لاستمرار حركة الجهاد، ولم تكن كل هذه الأمور خافية على قادة الأمراء الصليبيين الذين كانوا يتابعون أحوالها عن كثب وينتظرون الفرصة للاستيلاء عليها.
وكانت أحوال حلب في هذه الفترة غير مستقرة، وبدأ الضعف يدب فيها بعد وفاة حاكمها "رضوان بن تتش" سنة (507 هـ - 1113 م) وخلفه في حكمها أبناؤه، وكانوا ضعافا غير قادرين على تسيير شئون البلاد، فتحكم فيهم أوصياؤهم، وصارت حلب سهلة المنال، فتحالف روجر أمير أنطاكية مع كبار مسئوليها كي يمنع إيلغازي الأرتقي صاحب ماردين من الاستيلاء عليها وضمها إلى دولته، ووصل الأمر بحلب أن أصبح المسئولون عنها يعتمدون على روجر الصليبي في رد الطامعين في الاستيلاء عليها من أمراء المسلمين.
ولم تأت سنة (511 هـ - 1118 م) حتى صارت حلب تحت رحمة أنطاكية، وهو ما جعل أهلها يستنجدون بإيلغازي بن أرتق، وكان واحدا من أبرز المجاهدين ضد الوجود الصليبي في بلاد الشام، وقامت سياسته على أساس التحالف مع الأمراء المسلمين ضد الصليبيين.
التوحد من اجل النصر عدل
ولما قدم إيلغازي إلى حلب قام بعدة إجراءات إصلاحية وسيطر على أمور البلدة، وصادر أموال الأمراء الذين كانوا قد سيطروا على شئون حلب في الفترة السابقة، واستعان بها في حشد قواته من التركمان لمجابهة الصليبيين. وقام بتوحيد العمل مع طغتكين البوري حاكم مدينة دمشق التي لم تسلم من اعتداءات الصليبيين، فذهب إليه في دمشق، واتفقا على حشد قواتهما والبدء بمهاجمة أنطاكية، وحددا شهر صفر من سنة (513 هـ - 1119 م) موعدا للاجتماع.
غير أن إيلغازي كانت حركته أسرع من حركة حليفه، فاستطاع أن يحشد أكثر من عشرين ألفا من مقاتلي التركمان، واتجه بهم إلى الرها، فتخوف أمراؤها الصليبيون، وأرسلوا إليه يطلبون مصالحته نظير تنازلهم عن أسرى المسلمين الذين في حوزتهم، فأجابهم إلى ذلك، واشترط عليهم البقاء في بلدهم وعدم التوجه لمساعدة أمير أنطاكية في حالة حدوث قتال معه، وكانت هذه خطوة صائبة من إيلغازي تمكن بموجبها من عزل إحدى القوى الصليبية الكبرى.
ثم عبر إيلغازي وحلفاؤه الفرات وهاجموا "تل باشر" و"تل خالد" والمناطق المحيطة بهما، وانتشرت قوات إيلغازي في مناطق وجود الصليبيين، واستولى على حصن قسطون، ثم مدينة "قنسرين" التي اتخذها قاعدة لشن الغارات على "حارم" وجبل السماق.
اللقاء الفاصل عدل
ولما شعر "روجر" أمير أنطاكية بالخطر الذي يتهدده اضطر إلى طلب النجدة من "بونز" أمير طرابلس ومن بلدوين الثاني ملك بيت المقدس، وعسكر خارج أنطاكية في انتظار المدد من رفاقه الصليبيين، لكنه لم يصبر لحين وصول النجدة، وتقدم صوب القوات الإسلامية على رأس ثلاثة آلاف فارس، وتسعة آلاف راجل، ومنهم 500 فارس أرمني في "تل عفرين" وهو موضع ظن روجر أنه مانعهم من هجمات المسلمين حتى تأتيهم الإمدادات.
وفي الوقت نفسه كانت عيون إيلغازي تأتي إليه بأخبار روجر وجيشه، وكانت جماعة من جواسيسه قد تزيت بزي التجار، ودخلت معسكر الصليبيين لمعرفة استعداداته، وأراد إيلغازي أن ينتظر حليفه طفتكين القادم من دمشق قبل الدخول في المعركة، لكن أمراءه رفضوا وحثوه على قتال العدو، فأسرع بالسير إلى ملاقاة أعدائه، الذين فوجئوا بقوات المسلمين تحيط بهم في فجر السبت الموافق (16 ربيع الأول 513 هـ - 28 يونيو 1119 م)، ودارت معركة هائلة لم تثبت في أثنائها قوات الصليبيين وتراجعت أمام الهجوم الكاسح، وسقط آلاف القتلى من هول القتال، وكان من بينهم روجر نفسه.
ولكثرة اعداد القتلى اشتهرت هذه المعركة لدى مؤرخي الصليبيين باسم معركة ساحة الدم، وفضلا عن القتلى فقد وقع في أيدي المسلمين من السبي والغنائم والدواب ما لايمكن إحصاءه. وبعد المعركة نزل إيلغازي في خيمة روجر وحمل إليه المسلمون ما غنموه في المعركة فلم يأخذ منهم إلا سلاحا يهديه لملوك الإسلام، ورد عليهم ما حملوه بأسره، وكتب إلى سائر أمراء المسلمين يبشرهم بهذا النصر العظيم.
واكتفى إيلغازي بهذا النصر الباهر، ولو توجه إلى إمارة أنطاكية لما استعصى عليه فتحها لأنها كانت خالية من الجند!.