112-ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال البخاري « 4557 » حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس « كنتم خير أمة أخرجت للناس » يعني خير الناس للناس والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس ولهذا قال « تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » -فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم-قال الإمام أحمد « 6/432 » حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير قال خير الناس أقراهم وأتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ورواه أحمد في مسنده « 1/372 » والنسائي في سننه « كبرى 11072 » والحاكم في مستدركه « 2/294 » من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى « وكذلك جعلناكم أمة وسطا » أي خيارا « لتكونوا شهداء على الناس » الآية وفي مسند الإمام أحمد « 4/447 » وجامع الترمذي « 3001 » وسنن ابن ماجة « 4287 » ومستدرك الحاكم « 4/84 » من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليهفإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه كما قال الإمام أحمد « 1/98 » حدثنا عبد الرحمن حدثنا زهير عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا يا رسول الله ما هو قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم تفرد به أحمد من هذا الوجه وإسناده حسن وقال الإمام أحمد « 6/450 » أيضا حدثنا أبوالعلاء الحسن بن سوار حدثنا ليث عن معاوية بن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها يقولإن الله تعالى يقول يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي وقد وردت أحاديث يناسب ذكرها هاهنا قال الإمام أحمد « 1/6 » حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا المسعودي حدثنا بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي فزادني مع كل واحد سبعين ألفا فقال أبو بكر رضي الله عنه فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ومصيب من حافات البوادي « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 1/197 » حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا هشام بن حسان عن القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد عن ميمون بن مهران عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي أعطاني سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر يا رسول الله فهلا استزدته فقال استزدته فأعطاني مع كل ألف سبعين ألفا قال عمر فهلا أستزدته قال قد أستزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا قال عمر فهلا استزدته قال قد استزدته فأعطاني هكذا وفرج عبد الرحمن بن أبي بكر بين يديه وقال عبد الله وبسط باعيه وحثا عبد الله وقال هاشم وهذا من الله لا يدري ما عدده « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/280 » حدثنا أبواليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة قال قال شريح بن عبيدة مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فلم يعده فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا له فقال له ثوبان أتكتب قال نعم قال أكتب فكتب للأمير عبد الله بن قرط ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإنه لو كان لموسى وعيسى عليهما السلام بحضرتك خادم لعدته ثم طوى الكتاب وقال له ألا تبلغه إياه قال نعم فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط فلما رآه قام فزعا فقال الناس ما شأنه أحدث أمر فأتى ثوبان فدخل عليه وجلس عنده ساعة ثم قام فأخذه ثوبان بردائه وقال أجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل الف سبعون تفرد به أحمد من هذا الوجه وإسناده رجاله كلهم ثقات شاميون حمصيون فهو حديث صحيح ولله الحمد والمنة « طريق أخرى » قال الطبراني حدثنا عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي حدثنا محمد بن إسماعيل يعنيابن عياش حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفا لا يحاسبون مع كل ألف سبعون ألفا هذا لعله هو المحفوظ بزيادة أبي أسماء الرحبي بين شريح وبين ثوبان والله أعلم « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 1/401 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ثم غدونا إليه فقال عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة والنبي ومعه النفر والنبي وليس معه أحد حتى مر علي موسى عليه السلام ومعه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني فقلت من هؤلاء قيل هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل فقلت فأين أمتي فقيل أنظر على يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت فقلت رضيت يارب قال فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال النبي صلى الله عليه وسلم فداكم أبي وأمي إن أستطعتم أن تكونوا من السبعين ألفا فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناسا يتهاوشون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم أي من السبعين فدعا له فقام رجل آخر فقال أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة قال ثم تحدثنا فقلنا من ترون هؤلاء السبعين الألف قوم ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا حتى ماتوا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وهكذا رواه أحمد بهذا السند وهذا السياق ورواه أيضا « 1/420 » عن عبد الصمد عن هشام عن قتادة بإسناده مثله وزاد بعد قوله رضيت يارب رضيت يارب قال رضيت قلت نعم قال أنظر عن يساركقال فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقال رضيت قلت رضيت وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه تفرد به أحمد ولم يخرجوه « حديث آخر » قال الإمام أحمد حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم بالموسم فرأيت على أمتي ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيأتهم قد ملؤا السهل والجبل فقال أرضيت يا محمد فقلت نعم قال فإن مع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم فقام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة رواه الحافظ الضياء المقدسي وقال هذا عندي على شرط مسلم « حديث آخر » قال الطبراني « كبير 18/427 » حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا محمد بن أبي عدي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ورواه مسلم « 218 » من طريق هشام بن حسان وعنده ذكر عكاشة « حديث آخر » ثبت في الصحيحين « خ 5811 م 216 » من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة من أمتي زمرة وهم سبعون ألفا تضيء وجوههم آضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال مثله فقال سبقك بها عكاشة « حديث آخر » قال ابوالقاسم الطبراني « كبير 6/5782 » حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبوغسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبع مئة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر أخرجه البخاري « 6554 » ومسلم « 219 » جميعا عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حاتم عن أبيه عن سهل به « حديث آخر » قال مسلم بن الحجاج في صحيحه « 220 » حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم أنبأنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر الأفق الأخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن محصن فقال أدع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة وأخرجه البخاري « 6541 » عن أسيد بن زيد عن هشيم وليس عنده لا يرقون « حديث آخر » قال أحمد « 3/383 » حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جرير أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وفيه فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر لا يحاسبون ثم الذينيلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك وذكر بقيته رواه مسلم « 191 » من حديث روح غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم « حديث آخر » قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة له « 589 » حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل وكذا رواه الطبراني « 8/7520 » من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد « طريق أخرى » عن أبي أمامة قال ابن أبي عاصم « 588 » حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي اليمان الهوزني واسمه عامر بن عبد الله بن لحي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين الفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات وهذا أيضا إسناد حسن « حديث آخر » قال أبو القاسم الطبراني « كبير 17/312 » حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي عز وجل بكفيه ثلاث حثيات فكبر عمر وقال إن السبعين الأول يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشيرتهم وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر قال الحافظ الضياء أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة لا أعلم لهذا الإسناد علة والله أعلم « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 4/16 » حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام يعني الدستوائي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو قال بقديد فذكر حديثا وفيه ثم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني أرجو أن لا يدخلها حتى تبؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة قال الضياء وهذا عندي على شرط مسلم « حديث آخر » قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربع مئة ألف قال أبو بكر رضي الله عنه زدنا يا رسول الله قال والله هكذا قال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليك أن يدخل الجنة كلنا قال عمر إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عبد الرزاق قال الضياء وقد رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني قال حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مئة ألف فقال أبو بكر يا رسول الله زدنا قال وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قلت يا رسول الله زدنا فقال عمر إن الله قادر على أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر هذا حديث غريب من هذا الوجه وأبو هلال وأسمه محمد بن سليم الراسبي بصري « طريق أخرى » عن أنس قال الحافظ أبو يعلى « 3783 » حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي حدثنا حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا وكان على كثيب فقالوا فقال هكذا وحثا بيديه قالوا يا رسول الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا وهذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات ما عدا عبد القاهر بن السري وقد سئل عنه ابن معين فقال صالح « حديث آخر » روى الطبراني « كبير 17/123 » من حديث قتادة عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلاث مئة ألف الجنة بغير حساب فقال عمر يا رسول الله زدنا فقال وهكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال عمر حسبك إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر « حديث آخر » قال الطبراني حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام يقول حدثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدثه أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين الفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه كذا قال قيس فقلت لأبي سعيد آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بأذني ووعاه قلبي قال أبو سعيد قال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله بقيته من أعرابنا وقد روى هذا الحديث محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده مثله وزاد قال أبو سعيد فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ أربع مئة ألف ألف وتسعين ألفا « حديث آخر » قال أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يحيطون الأرض تقول الملائكة لم جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء وهذا إسناد حسن « حديث آخر » من الأحاديث الدالة على فضيلة هذه الأمة وشرفها وكرامتها على الله عز وجل وأنها خير الأمم في الدنيا والآخرة قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أرجو أن يكونوا ثلث الناس قال فكبرنا ثم قال أرجو أن تكونوا الشطر وهكذا رواه « 3/383 » عن روح عن ابن جريج به وهو على شرط مسلم وثبت في الصحيحين « خ 6528 م 221 » من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهلالجنة فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة « طريق أخرى » عن ابن مسعود قال الطبراني « كبير 10/10350 » حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثني الحارث بن حصيرة حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثها قالوا ذاك أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف لكم منها ثمانون صفا قال الطبراني تفرد به الحارث بن حصين « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/355 » حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة من ذلك ثمانون صفا وكذا رواه « 5/347 » عن عفان عن عبد العزيز به وأخرجه الترمذي « 2546 » من حديث أبي سنان به وقال هذا حديث حسن ورواه ابن ماجة « 4289 » من حديث سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به « حديث آخر » روى الطبراني « 10/10682 » من حديث سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا خالد بن يزيد البجلي حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من أمتي تفرد به خالد بن يزيد البجلي وقد تكلم فيه ابن عدي « حديث آخر » قال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا موسى بن غيلان حدثنا هاشم بن مخلد حدثناعبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي عمرو عن أبيه عن أبي هريرة قال لما نزلت « ثلة من الأولين وثلة من الآخرين » قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتم نصف أهل الجنة أنتم ثلثا أهل الجنة وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه الناس لنا فيه تبع غدا لليهود وللنصارى بعد غد رواه البخاري « 896 » ومسلم « 849 » من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا بنحوه ورواه مسلم « 855 » أيضا من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة وذكر تمام الحديث « حديث آخر » روى الدارقطني في الأفراد من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي ثم قال انفرد به ابن عقيل عن الزهري ولم يرو عنه سواه وتفرد به زهير بن محمد عن ابن عقيل وتفرد به عمرو بن أبي سلمة عن زهير وقد رواه أبو أحمد بن عدي الحافظ فقال حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق حدثنا أبو بكر الأعين محمد بن أبي غياث حدثنا أبو حفص التنيسي حدثنا صدقة الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري ورواه الثعلبي حدثنا أبو عباس المخلدي أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد أنبأنا أحمد بن عيسى التنيسي حدثنا عمرو بن سلمة حدثنا صدقة بن عبد الله عن زهير بن محمد بن عقيل به فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية « كنتم خير أمة أخرجت للناس » ثم قال من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها رواه ابن جرير ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله « كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه » الآية ولهذا لما مدح تعالى هذه الأمة على هذه الصفات شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم فقال تعالى « ولو آمن أهل الكتاب » أي بما أنزل على محمد « لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون » أي قليل منهم من يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم وأكثرهم على الضلالة والكفر والفسق والعصيان-ثم قال تعالى مخبرا عباده المؤمنين ومبشرا لهم أن النصر والظفر لهم على أهل الكتاب الكفرة الملحدين فقال تعالى « لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون » هكذا وقع فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم أنوفهم وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة كلهم أذلهم الله وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن وسلبوهم ملك الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين ولا تزال عصابة الإسلام قائمة بالشام حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم كذلك ويحكم بملة الإسلام وشرع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام ثم قال تعالى « ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس » أي ألزمهم الله الذلة والصغار أينما كانوا فلا يؤمنون « إلا بحبل من الله » أي بذمة من الله وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم وإلزامهم أحكام الملة « وحبل من الناس » أي أمان منهم لهم كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة وكذا عبد على أحد قولي العلماء قال ابن عباس « إلا بحبل من الله وحبل من الناس » أي بعهد من الله وعهد من الناس وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء والضحاك والحسن وقتادة والسدي والربيع بن أنس وقوله « وباؤا بغضب من الله » أي ألزموا فالتزموا بغضب من الله وهم يستحقونه « وضربت عليهم المسكنة » أي ألزموها قدرا وشرعا ولهذا قال « ذلك بأنهم كانوا كفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق » أي إنما حملهم على ذلك الكبر والبغي والحسد فأعقبهم ذلك الذلة والصغار والمسكنة أبدا متصلا بذل الآخرة ثم قال تعالى « ذلك بما عصوا وكانوايعتدون » أي إنما حملهم على الكفر بآيات الله وقتل رسل الله وقيضوا لذلك أنهم كانوا يكثرون العصيان لأوامر الله والغشيان لمعاصي الله والإعتداء في شرع الله فعياذا بالله من ذلك والله عز وجل المستعان قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر الأزدي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم ثلاث مئة نبي ثم يقوم سوق بقلهم في آخر النهار