مما لا شك فيه أن الانسان يتكون من حيث الخلقة من جزئين اساسيين هما الروح والجسد وان لكل منهما عوامل نشاط وخمول . ومن هذا المنطلق ينبغى أن نعلم أن لكل من الروح والجسد غذاء معين يتغذى عليه . فأما غذاء الجسد فمعروف ومعلوم وأما غذاء الروح فهو الدين . ولا يقصد بذلك دين معين لكن أي دين تقبله النفس فهى تتغذى عليه وتستمد منه طاقتها ولا يستطيع الانسان أن يعيش بغير دين حتى لو ادعى عكس ذلك فمثلا الملحدين الذين ينادون بنفى الدين وعدم العبودية لاحد عندما تتأمل حياتهم وتتحاور معهم تجد أنهم حولوا هذا الفكر اللادينى فى الظاهر إلى دين وعقيدة فى الباطن فكما تدفعك عقيدتك إلى التعصب عندما تستشعر التطاول عليها وازدرائها أثناء الحوار . فإنك تراه فى المقابل يتعصب وينفعل بنفس الحماس والحرقة للدين حين يستشعر التطاول وازدراء اللادينية . فالدين في هذه الحالة هو مجموعة القيم التى يؤمن بها الانسان . ولما كان الدين هو أثمن وأغلى ما يملكه الانسان. فقد أكد المشرع سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين ضرورة المعاملة الحسنة مع كل أصحاب الاديان الاخري ولم يتوقف النهى الربانى عند التعدى المادى فقط بل نهي حتى عن السب والشتم قال عز من قائل