أجهز على الجرحى:
وحدثني صاحب لي قال: دخلت على فلان بن فلان، وإذا المائدة موضوعة بعد، وإذا القوم قد أكلوا، ورفعوا أيديهم، فمددت يدي لآكل فقال: أجهز على الجرحى، ولا تعرض للأصحاء. (يقول: أعرض للدجاجة التي قد نيل منها، وللفرخ المنزوع الفخذ، فأما الصحيح فلا تعرض له. وكذلك الرغيف الذي قد نيل منه، وأصابه بعض المرق) .
وقال لي هذا الرجل: أكلنا عنده يوما، وأبوه حاضر، وبني له يجيء ويذهب. فاختلف مرارا، كل ذلك، يرانا نأكل. فقال الصبي: كم تأكلون، لا أطعم الله بطونكم! فقال أبوه، وهو جد الصبي: إبني، ورب الكعبة.