الخليفة السلطان مراد الخامس (1293-1293هـ/ 1876-1876م)
هو ابن السلطان عبد المجيد ولد في 25 رجب من عام 1256هـ الموافق 1840م وارتقى منصب الخلافة في 7 جمادي الأولى من عام 1293هـ.
كان على جانب كبير من الذكاء والثقافة التركية والغربية، كما أبدى اهتماماً بالأدب والعلوم والشؤون الأوروبية، وزار أوروبا والتقى ببعض الأوروبيين، وانخرط في سلك الماسونية، وكان على اتصال بنامق كامل أحد أعضاء الحركة وغيره، وكان ميالاً إلى الدستور والليبرالية والعلمانية وكانت الحركة الماسونية هي التي دفعت به إلى السلطنة ولكنه أصيب باضطراب عقلي بعد أن أصابته الدهشة والفزع عند إيقاظه بعد منتصف الليل عند خلع السلطان عبدا لعزيز ولمّا بلغه مقتل حسن الجر كسي ظهرت عليه اضطرابات عصبية أثّرت على جهازه الهضمي.
وكانت صحته في تدهور مستمر في الوقت الذي كان مدحت باشا يحاول إعلان الدستور الوضعي بدلاً من الشرع أثناء مرضه ويدرس القوانين والنظم الغربية ويتصل بأعوانه حتى استطاع إعداده بشكل جاهز وقد قيل إنَّ جنون السلطان ظهر للناس بشكل واضح فكان لابد من خلعه وأعلن ذلك من قبل شيخ الإسلام عام 1876م وكان نص الفتوى
" إذا جنَّ إمام المسلمين جنوناً مطبقاً ففات المقصود من الإمامة فهل يصح حل الإمامة من عهدته؟
الجواب: يصح والله أعلم: كتبه الفقير حسن خير الله عفي الله عنه "
وبعد عزله تعافى من مرضه العقلي، وأمضى باقي حياته في قصر "جراغان " حتى توفي عن عمر يناهز الرابعة والستين لقد أثر الشباب من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي على مراد الخامس، فانتسب إلى المحفل الماسوني، وأدمن شرب الخمر وتشبع بالأفكار العلمانية والفلسفية الغربية.
وقد قال عنه السلطان عبد الحميد : " كان من طبيعته أن ينخدع لمن يبتسمون في وجهه، دون أن يفكر في المعقول وغير المعقول، حتى أنه بسبب ذلك لم يكن يخطر على باله، عدم لياقة اشتراكه، وهو خليفة المستقبل، في المحفل الماسوني، وتقدير المصيبة التي ستنجم عن ذلك، وقد استطاع بعض الأشخاص، ممّن يدعون أنهم أنصار التجديد أن يحرِّضوه على إدمان الخمر، وزيَّنوا له جوانب نستخف بها في الحياة الأوروبية ".
===============
المصدر: كتاب الدولة العثمانية للصلابى