هو ابن السلطان مصطفى الثاني واخو السلطان محمود الأول ، استلم عرش السلطنة وهو بعمر 55 سنة قضاها في جناح خاص في القصر لا يخرج منه الا بامر السلطان ، لا يعرف عنه الكثير ولا يذكر في المحافل ، فلم تتسم فترة حكمه لا بالصراعات ولا بالحروب ولم يكن لديه الكثير من التنظيمات ، عرف كفنان فهو نحات وخطاط ورسام ، ويحتوي القصر العديد من اعماله الفنية، اصدر فرمان منع الهجرة الى إسطنبول ، وحرم الزي الغير شرعي على نساء الدولة ، انه السلطان الفنان عثمان الثالث.
ولد السلطان عثمان الثالث في 2/3 يناير 1699 وهو ابن السلطان عثمان الثالث بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل، وامه السلطانة شاهسوار سلطان ، صربية الأصل.
اصبح سلطانة للدولة العثمانية وهو بسن 56 سنة ، بعد ان قضى سنين عمره حبيسا في جناح شمشرليك بقصر طوب قابي حتي عام 1754م حين أصبح سلطاناً جديداً للدولة العثمانية، وقد قرب محمد راغب باشا منه وجعله من اقرب مستشاريه ، اعدم الصدر الأعظم للدولة العثمانية علي باشا ، ويقال انه كان يتخفى ويتجول بين رعيته وقد اعدم الصدر الأعظم على خلفية شكاوي من العديد من الناس سمعها بنفسه عند تجوله متخفيا في الأسواق ، وقد كان يعمل على الاعتماد على نفسه في تقصي الحقائق عبر جولاته هذه .
ورث السلطان حقبة غنية اقتصادية حيث كانت خزائن الدولة في احسن احوالها ، حيث كان هنام فائضا في الميزانية العامة للدولة العثمانية ، كما انخه في عهده تم سك عملة عثمانية جديدة وقد كتب عليها اسلام بول وتعني المكان الذي ينتشر فيه الإسلام وهو الاسم الثاني لمدينة إسطنبول ، وقد كان هذا الفائض في أموال الدول سبب الرخاء والهدوء في فترة حكم عثمان الثالث.
وعلى اثر هذا الرخاء الاقتصادي كان الامن والأمان متوفر لم تشهد قيام حروب خلال هذه الفترة، وقد قام السلطان بالقضاء علي جميع اللصوص في الأناضول و الروملي، وأمر بتنفيذ عقوبات قاسية علي قطاع الطرق الذين يهاجمون الحجاج، وقد باوامر العقوبة بنفسه في بعض الحالات .
وبسبب الرخاء الاقتصادي للمدينة إسطنبول أصبحت المركز العالمي للهجرة حيث ان الجميع يريد ان يهاجر الى إسطنبول للعيش والعمل فيها مما أدى الى اكتظاظ المدينة ، فامر السلطان بإصدار فرمان يمنع الهجرة الى إسطنبول بدافع العيش فيها ، وسمح بدخولها للتجارى والاعمال التجارية فقط واكتفت المدينة بساكنيها .
أصدر أوامر بمنع خروج النساء الي الشوارع بلباس غير موافق للشريعة الاسلامية كما طبقت هذه الأوامر علي الحرم السلطاني، كما أغلق خمارات اسطنبول و طرد الموسيقيين من القصر ومنع كل ما يخالف شريعة الله ، أدى تصوفه بصورة غير مباشرة إلى مقاربة سلبية في العقل الجمعي الشرقي الإسلامي بين استحسان التغريب ومقولة أن العودة للجذور تخلف لأن الاسلام لا يعارض العلم والتطور، ذلك لأن السلطان هو رأس الشرق كله وقدوته العليا كونه خليفة خلفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم.
كان السلطان عثمان الثالث مهتما بالبناء وقد شيد حي الإحسانية بمنطقة اسكوادر كما أنشأ مسجد الإحسانية والكثير من المساجد الصغيرة التي مازلت موجودة إلي اليوم. كما استكمل انشاء مجمع مسجد نور الإسلام، وفي عهده تم انشاء أول منارة في المنطقة بعد أن اصطدمت سفينة بسب ضحالة المياه في ساحل اهركابي.
في أكتوبر عام 1757م اشتد المرض علي السلطان عثمان الثالث علي نحو خطير قبل حضور "سلام الجمعة" وهو احتفال شعبي يُقام بعد صلاة الجمعة، توفي السلطان بعدها بيومين ويقال أنه توفي بمرض السرطان في يوم 30 أكتوبر عام 1757م في سن 58 عاماً.
الخميس يوليو 04, 2019 10:04 pm