كان سليم الثاني يتسم بالضعف مقارنة بوالده وكافة السلاطين العثمانيين السابقين، إذ أنه أول سلطان ينصرف عن قيادة الحملات العسكرية والفتوحات، تاركا أمور الدولة إلى وزيره الأول، الصدر الأعظم، محمد الصقلي.
وتشير بعض المصادر العثمانية إلى أنه أطلق عليه اسم "سليم السكير"، وذلك لإفراطه في شرب الخمور، ما دعا مؤرخين غربيين للتأكيد على أن وفاة السلطان سليم الثاني تعود إلى إفراطه في تناول الخمر، بينما يؤكد مؤرخون مسلمون أنه توفى إثر انزلاقه في حمام القصر، ما أصابه بنزيف دماغي.
بداية النهاية
السلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني، والسلطانة "هويام"، والمعروفة روايتهم وسيرتهم خلال العمل الدرامي المعروف في الوطن العربي باسم "حريم السلطان".
تعد فترة حكمه، التي لم تستمر طويلا بداية ضعف الإمبراطورية العثمانية التي انتهت عام 1918، إذ أنه كان أضعف شخصية وقوة وشجاعة عن سلاطين الإمبراطورية السابقين، ولم ينشغل بالفتوحات، حسبما ذكر الكاتب، حسن حافظ بصحيفة "الجريدة" الكويتية.
وخلال عهده تهافتت الدول والمماليك الأوروبية على أملاك الإمبراطورية، في محاولة لاستقطاع أجزاءها، مستغلين ضعف السلطان مقارنة بأبيه، ولإدراكهم عدم أهليته لقيادة الإمبراطورية. كما أنه لم يتصد لأطماع الصدر الأعظم، الصقلي، الذي عاون السلطان في تسلم الحكم والتصدي لقوات الإنكشارية.
انهزم الأسطول العثماني في معركة "ليبانت" البحرية عام 1571، وذلك بعد نجاحه في فتح جزيرة قبرص، وانتصاره في بعض المواقع البحرية في بحر الأدرياتيك، إذ تحالفت بعض الدول الأوروبية مع أساطيل البندقية، وتمكنوا من هزيمة الأسطول العثماني، وأسروا نحو 30 ألف أسير.
تمرد وانتصارات
ورغم ضعف سليم الثاني، إلا أن قوة الإمبراطورية وجيشها، تمكن من القضاء على كافة حركات التمرد التي اندلعت في بعض أرجاء الإمبراطورية، مثل ثورة اليمن، التي تمكن من إخمادها بمعاونة والي مصر، سنان باشا. كما قضي الجيش العثماني على تمرد بلاد "بغدان" عام 1573.
واستطاع قبل وفاته من استعادة ولاية تونس، بالتعاون مع والي مصر آنذاك، ونجح في طرد الإسبان، الذين أقبلوا على احتلال تونس عام 1572.
أما عن فتوحات الإمبراطورية في عهد سليم الثاني، فكانت قليلة، وامتاز عهده بعقد مفاوضات صلح وإبرام معاهدات مع الدول الأوروبية مثل النمسا وفرنسا والمجر.
الأحد يونيو 30, 2019 9:28 pm