منتديات العليمى للثقافة
منتديات العليمى للثقافة
منتديات العليمى للثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تهدف المنتديات إلى احياء الثقافة العامة لانشاء جيل واعى مدرك لاهمية العلم والمعرفة
 
الرئيسيةمرحبا بكم أعضاءالأحداثأحدث الصورAlolemy2018التسجيلدخول

 

 من مكارم الأخلاق ( الحياء )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 1696
تاريخ التسجيل : 26/04/2017
العمر : 36
الموقع : محافظة الشرقىة جمهورية مصر العربية

من مكارم الأخلاق ( الحياء )  Empty
مُساهمةموضوع: من مكارم الأخلاق ( الحياء )    من مكارم الأخلاق ( الحياء )  Icon_minitimeالأحد مايو 21, 2017 1:10 am

الحياء
أقسام الحياء
وقد قسم الحياء على عشرة أوجه، كل قسم منها يتعلق بالله وبالإنسان نفسه وبغيره من خلق الله، وربما غلبت صلتها بأحد هذه الثلاثة:
1- الحياء من الله.
2- والحياء من النفس سيما إن خلا العبد بنفسه.
3- والحياء من الخلق.
وهذه الأقسام هي:
1- حياء العبودية:
ذلك لأن العبد يطعم من خير الله، ويحيا بكرم الله، ويتحرك بفضل الله، وما من نعمة وخير يصل إليه إلا والله سببه، لذا كان من الواجب المتحتم المسارعة إلى طاعته، يقول صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء . قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله. قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء . حسن: أخرجه أحمد (1 / 387)، والترمذي رقم (2588) وقال: هذا حديث غريب. والحاكم (4 / 323) وصححه ووافقه الذهبي.
إن الإنسان في حضرة الرجال الذي يجلهم، ويحرص على استرضائهم يضبط سلوكه ضبطًا محكمًا، فيتكلم بقدر، ويتصرف بحذر، والمسلم الذي يعرف من تعاليم دينه أنه لا يغيب عن الله أبدًا؛ لأنه ماثل في حضرته ليلًا ونهارًا، ينبغي أن يكون تهيبه لجلال الله أعظم، وتأدبه بشرائعه أحكم، "خلق المسلم" (صـ 154). وذلك معنى الحديث: استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك .
2- حياء الجناية:
كهذا الرجل الذي أسرف على نفسه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلًا كان قبلكم رغسه الله مالًا، أي كثر الله تعالى له من المال. فقال لبنيه لما حضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرًا قط، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف، ففعلوا فجمعه الله عز وجل فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته . أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، وكتاب الرقاق- باب (الخوف من الله)، وكتاب التوحيد، ومسلم: كتاب التوبة.
وشهد الفضيل بن عياض الموقف يوم عرفات، فرفع رأسه إلى السماء وقد قبض على لحيته وهو يبكي بكاء الثكلى ويقول: واسوأتاه منك وإن عفوت.
وعن محمد بن حاتم قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث لاخترت أن لا أبعث. قيل لمحمد بن حاتم: هذا من الحياء؟ قال: نعم، هذا من طريق الحياء من الله عز وجل.

       يا خجلة العبد من إحسان سيده
      
       يا حسرة القلب من ألطاف معناه
      
       فكم أسأت وبالإحسان قابلني
      
       واخجلتي واحيائي حين ألقاه
      
       يا نفس كم بخفي اللطف عاملني
      
       وقد رآني على ما ليس يرضاه
      
       يا نفس كم زلة زلت بها قدمي
      
       وما أقال عثاري ثم إلاه
      
       يا نفس توبي إلى مولاك واجتهدي
      
       وصابري فيه إيقانًا برؤياه
      
ولما احتضر الأسود بن يزيد بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع؟! ومن أحق بذلك مني؟! والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه ولا يزال مستحييًا منه.

       يا حسرة العاصين عند معادهم
      
       هذا وإن قدموا على الجنات
      
       لو لم يكن إلا الحياء من الذي
      
       ستر القبيح فيا لها الحسرات
      
وهذا هو الإمام أحمد بن حنبل دخل عليه أبو حامد الخلقاني فأنشده هذه الأبيات:

       إذا ما قال لي ربي
      
       أما استحييت تعصيني
      
       وتخفي الذنب من خلقي
      
       وبالعصيان تأتيني
      
       فما قولي له لما
      
       يعاتبني ويقصيني
      
فأمره أحمد بإعادتها، فأعادها عليه، فدخل أحمد داره وجعل يرددها ويبكي.
يقول الحسن: "لو لم نبك إلا للحياء من ذلك المقام لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء".
3- حياء التقصير:
كحياء الملائكة الذين (لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6]، و (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ) [الأنبياء: 20].
وكحياء الأنبياء عليهم السلام في عرصات القيامة وهم المعصومون من الذنوب المبرءون من العيوب، روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم. فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحيي من ربه منها .... .
4- حياء الإجلال والتعظيم:
يراد به حياء تعظيم الله تعالى، وذلك يعود إلى كمال معرفة العبد بعظمة ربه وخوفه من مقامه.
ومن هذا اللون حياء النبي صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى يوم المعراج، فقد كتب الله جل وعلا على أمته صلى الله عليه وسلم خمسين صلاة، فنزل بها حتى وصل إلى موسى عليه السلام فطلب منه أن يرجع إلى ربه فيسأله التخفيف، فظل يتردد بين موسى وربه حتى جعلها خمسًا، فقال موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. أخرجه أحمد (4 / 204).
ومنه حياء عمرو بن العاص من النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عمرو: "والله إن كنت لأشد الناس حياءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ملئت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياءً منه"، وفي رواية: "إنه لم يكن شخص أبغض إلي منه -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- فلما أسلمت لم يكن شخص أحب إلي منه، ولا أجل في عيني منه، ولو سئلت أن أصفه لكم لما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه إجلالًا له".

       أشتاقه فإذا بدا
      
       أطرقت من إجلاله
      
       لا خيفة بل هيبة
      
       وصيانة لجماله
      
       الموت في إدباره
      
       والعيش في إقباله
      
       وأصد عنه إذا بدا
      
       وأروم أي: قصد. طيف خياله
      
ومنه حياء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ إجلالًا لكبار الصحابة ممن هم أسن منه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟ ، فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في قلبي أنها النخلة، فنظرت فإذا أبو بكر وعمر فاستحييت.
ويعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من أنواع الحياء، فعندما جاءه سعيد بن زيد رضي الله عنه يسأله قائلًا: أوصني. فقال: أوصيك أن تستحيي من الله تعالى كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك . أخرجه أحمد في "الزهد" (صـ 46).
5- حياء الحشمة والأدب:
ذاكم حياء الفطرة، ولبنتيّ العبد الصالح في ذلك القدح المعلى.
ولنقرأ هذه الآيات في موقف موسى عليه السلام معهما: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا [القصص: 23 - 25].
قال عمر رضي الله عنه: "ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة، ولكن جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها استحياءً". أخرجه الحاكم (4 / 7) وصححه على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.
وفي رواية: "جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة".
تمشي على استحياء مشية وقار وسكينة وأدب وتواضع، بثياب عفة وطهارة وتحجب وكمال استتار، بلا تبرج ولا تبجح ولا تشبه بالرجال، ولا ضربة بالأرجل، ولا ارتفاع صوت، ولا تشم رائحتها، ولا تثير شهوة.

       قصيرة ألفاظ قصيرة بيتها
      
       ومن حفظته في مغيب ومشهد
      
وورد أن فاطمة بنت عتبة رضي الله عنها جاءت تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عليها أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ [الممتحنة: 12]، فوضعت يدها على رأسها حياءً، فأعجبه ما رأى منها، فقالت عائشة رضي الله عنها: أقري أيتها المرأة، فوالله ما بايعناه إلا على هذا. قالت: فنعم إذن. أخرجه أحمد (6 / 151).
عائشة رضي الله عنها تستحيي من الأموات!!
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر رضي الله عنه فوالله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه". أخرجه البخاري.
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يستحيي أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته فاطمة رضي الله عنها منه، فعنه قال: كنت رجلًا مذاءً، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: فيه الوضوء ، وفي رواية أخرى قال: كنت رجلًا مذاءً، فأمرت رجلًا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فسأله فقال: توضأ واغسل ذكرك . أخرجه أبو داود.
وفاطمة رضي الله عنها من الحياء بمكان، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك . أخرجه البخاري.
وقد أتت فاطمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا، فقال: ما جاء بك يا بنية؟ ، فقالت: جئت أسلم عليك، واستحيت، حتى إذا كان القابلة أتته فقالت مثل ذلك، وفي رواية: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها وعليًا وقد أخذا مضجعهما ...". الحديث وفيه: "فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها في اللفاع حياءً من أبيها".
وبلغت التابعيات الذروة السامقة في الحياء والأدب، حتى إن إحداهن قد يشغل عنها زوجها بالعبادة وقيام الليل وصيام النهار والاعتكاف، فتستحيي أن تصرح بطلب النكاح والمعاشرة ولو في مجلس القضاء والحكم.
عن محمد بن معن الغفاري قال: أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل، فقال لها: نعم الزوج زوجك، فجعلت تكرر هذا القول ويكرر عليها الجواب، فقال له كعب الأسدي: يا أمير المؤمنين، هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه. فقال عمر: كما فهمت كلامها فاقض بينهما. فقال كعب: علي بزوجها. فأتي به، فقال له: إن امرأتك هذه تشكوك. قال: أفي طعام أو شراب؟ قال: لا. فقالت المرأة:

       يا أيها القاضي الحكيم رشده
      
       ألهى خليلي عن فراشي مسجده
      
       زهده في مضجعي تعبده
      
       فاقض القضا كعب ولا ترده
      
       نهاره وليله ما يرقده
      
       فلست في أمر النساء أحمده
      
فقال زوجها:

       زهدني في النساء وفي الحجل
      
       أني امرؤ أذهلني ما نزل
      
       في سورة النحل وفي السبع الطول
       السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.
       وفي كتاب الله تخويف جلل
      
فقال كعب:

       إن لها عليك حقًا يا رجل
      
       تصيبها في أربع لمن عقل
      
       فأعطها ذاك
      
       ودع عنك العلل
      
ثم قال: إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك. فقال عمر: والله ما أدري من أي أمريك أعجب؟! أمن فهمك أمرهما، أم من حكمك بينهما؟! اذهب فقد وليتك قضاء البصرة. انظر "قصص التابعيات" للمؤلف، وانظر "حياة الصحابة".
* حياء الأدب مع الله:
وهذا النوع من أنواع الحياء يتعلق بالله تعالى إذا خلا العبد بنفسه، فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك . قلت: فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها . قلت: فإذا كان أحدنا خاليًا؟ قال: فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحيى منه الناس . أخرجه أبو داود: كتاب الحمام باب ما جاء في التعري رقم (4017)، والترمذي: كتاب الأدب- باب (ما جاء في حفظ العورة) رقم (2670)، و(2795)، وذكره البخاري تعليقًا بصيغة الجزم في كتاب الغسل- باب (من اغتسل عريانًا) (1 / 266) وقال الحافظ ابن حجر: إسناده إلى بهز صحيح. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم.
6- حياء الكرم:
بأن يصبر على طول جلوس الأضياف واسترسالهم في الحديث مع المشقة والسآمة، وذلك كحياء الرسول صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم لوليمة زينب بنت جحش رضي الله عنها، فتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام، وقعد ثلاثة نفر يتحدثون، فاستحيا أن يقول لهم قوموا، فنزلت الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب: 53]. أخرجه البخاري في تفسير سورة الأحزاب.
7- حياء الاستحقار واستصغار النفس:
كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه احتقارًا لشأن نفسه، واستصغارًا لها.
وقد يكون لهذا النوع سببان: أحدهما: استحقار السائل نفسه، واستعظام ذنوبه وخطاياه.
والثاني: استعظام مسئوله كحال من قال: إني لأستحيي أن أسأل ربي الدنيا وهو مالكها، فكيف أسألها غير مالكها؟
8- حياء المحبة:
هو حياء المحب من محبوبه، حتى أنه إذا خطر عليه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحس به في وجهه، ولا يدري ما سببه، وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة، ولا ريب أن للمحبة سلطانًا قاهرًا للقلب أعظم من سلطان من يقهر البدن، فأين من يقهر قلبك وروحك إلى من يقهر بدنك؟!
ولذلك تعجبت الملوك والجبابرة من قهرهم للخلق وقهر المحبوب لهم وذلهم له، فإذا فاجأ المحبوب محبه ورآه بغتة أحس القلب بهجوم سلطانه فاعتراه روعة وخوف.
9- حياء الشرف والعزة:
أما حياء الشرف والعزة فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء أو إحسان، فإنه يستحي مع بذله حياء شرف نفس وعزة، وهذا له سببان:
أحدهما: هذا.
والثاني: استحياؤه من الآخذ حتى كأنه هو الآخذ السائل، حتى إن بعض أهل الكرم لا تطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياءً منه، وهذا يدخل في حياء التلوم لأنه يستحيي من خجلة الآخذ.
10- حياء المرء من نفسه:
"وأما حياء المرء من نفسه فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقض، وقناعتها بالدون، فيجد نفسه مستحييًا من نفسه حتى كأن له نفسين يستحيي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء، فإن العبد إذا استحيا من نفسه فهو بأن يستحيي من غيره أجدر". "مدارج السالكين" (جـ 2).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www-alolemy-com.yoo7.com
 
من مكارم الأخلاق ( الحياء )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العليمى للثقافة :: أهلا بكم :: إسلاميات متنوعة-
انتقل الى: